بحثت رسالة الماجستير في جامعة القادسية /كلية الاثار والموسومة ( مكانة مدينة شروباك في الحضارة العراقية القديمة، دراسة اثارية في ضوء النصوص المسمارية المنشورة والاعمال الحقلية).للباحث حسام هادي كريم
جاء سبب اختيار العنوان بسبب ان هذه المدينة لم تدرس دراسة أكاديمية اثارية شاملة في الجامعات العراقية، وكل ما كتب عنها كان باللغتين الإنكليزية والألمانية وفي الجامعات الاوربية او الامريكية، مثل جامعة بنسلفانيا وجامعة شيكاغو فضلا عن جامعة ميونخ وبولونيا، ومن هنا جاء اختيار مدينة شروباك لتكون موضوعاً لرسالة الماجستير .
وتأتي أهمية مدينة شروباك من الدور الذي لعبته في عصري قبل الطوفان كونها المدينة الخامسة من سلالات ذلك العصر، ومن كونها مدينة بطل قصة الطوفان، فضلا عن الدور الحضاري الذي لعبته بعد الطوفان ومنذ العصر الشبيه بالكتابي وما تلاه.
وقد قسمت الرسالة الى خمسة فصول
الفصل الأول وعنوانه ( مدينة شروباك الاسم والتاريخ والاهمية)، وقد تناول اسم المدينة وموقعها الجغرافي وتاريخها وحضارتها، وتاريخ التنقيبات فيها وجغرافية المنطقة التي تقع فيها المدينة، فيما خصص الفصل الثاني الذي عنوانه العمارة في مدينة شروباك (تل فارة) للعمارة التي كشفت عنها التنقيبات الاثارية ( البعثة الألمانية في العامين 1902-1903) في المدينة، والتي تمثلت ببيوت السكن ومعبد واحد فضلا عن مخازن الحبوب (السايلوات). وتناول الفصل الثالث الذي عنوانه ( الفخار في مدينة شروباك) الفخار الذي عثر عليه في التنقيبات الاثارية والذي يرجع الى العصور من جمدة نصر الى العصر البابلي القديم، وقد قسم الفخار بحسب نوعه ووظيفته، فضلا عن الدمى والالواح الفخارية والمغازل وحلقات شباك الصيد وبعض المسامير والمناجل الفخارية.
ودرس الفصل الرابع الذي كان بعنوان ( الموجودات الحجرية في تل فارة )، الأحجار التي عثر عليها في الموقع، والتي قسمت بحسب استخدامها ومقارنتها مع مواقع عديدة، كما وتم دراست خمسة وعشرون ختماً، ترجع الى العصور من جمدة نصر الى عصر سلالة اور الثالثة.
اما الفصل الخامس المعنون ( العمل الحقلي في تل فارة ) فقد بين نتائج المسح الآثاري الذي قام به الباحث الموقع الآثاري ( تل فارة )، والذي تم استخدام التقنيات الحديثة فيه أهمها هو استخدام الطائرة المسيرة لتصوير الموقع بدقة عالية، فضلا عن هذا فقد تضمن المسح الميداني رسم خريطة كنتورية للموقع ووصف طوبوغرافيته والتغيرات التي طرأت عليه بعد تعرضه لأعمال النبش والتخريب، وتقسيم الموقع الى اثنين وعشرين منطقة وجمع الملتقطات الاثارية من كل منطقة وتصويرها ورسمها وتوثيقها، فضلا عن تحديد لون الفخاريات ونسيجها الداخلة بطريقة علمية حديثة.
واهم ما توصل اليه الباحث من نتائج هو ان الاستيطان في هذه المدينة استمر حتى الالف الثاني قبل الميلاد بدلالة القطع الفخارية التي عثر عليها والعائدة للعصر البابلي القديم، وهذا مالم تذكره التنقيبات السابقة للمدينة كما وذكر الباحث ان الاستيطان انتهى بعصر سلالة اور الثالثة.