نشر الاستاذ الدكتور صلاح كاظم جابر التدريسي في كلية الآداب بجامعة القادسية دراسة علمية مشتركة مع الباحث(احمد طاهر كاظم) حول الاسس الاجتماعية للحركات في العراق بعد 2003 في مجلة بالارش للعلوم الانسانية والآثار المصرية/ علم المصرياتQ3 ضمن مستوعبات سكوباس.

تهدف الدراسة الى معرفة الاسس الاجتماعية المسؤولة عن ظهور الحركات في العراق بعد 2003. استخدم فيها اربعة مناهج هي (الوصفي, المسح الاجتماعي, المقارن, التاريخي).

انقسمت أهمية الدراسة الى قسمين أساسيين الأول: الاهمية الموضوعية والمتمثلة في الموقف العلمي لكل من العلوم الاجتماعية من هذه الحركات فضلا عن طبيعة الموقف الاجتماعي منها اذا ما مثلت هذه الحركات مجموعة من المصالح الفئوية لإحدى الجماعات الاجتماعية, أما بالنسبة الى الاهمية الذاتية التي تمثل القسم الثاني فتكمن في ان الحركات, في كل مجتمع تمثل بداية لعصر جديد يتسم بالارتقاء بنوع من الوعي الاجتماعي العام الثقافي منه والسياسي, فضلا عن الكشف عن انماط التكاتف بين افراد الجماعات الاجتماعية التي تظهر في المجتمع في سعيهم للحصول على حقوقهم بالاختلاف عما تتضمنه مؤسسات البناء الاجتماعي, التي عجزت أو فشلت في تحقيقها. واهمية الحركات تكمن في كونها مرتبطة بحياة الانسان والمجتمع, وإنَّها نشأت تعبيرا عن رغبة جماعية جامحة في كشف مواقع الخلل والتحرك عليها من اجل تغييرها بالشكل الذي يتناسب مع اهداف الجماعة ويرفع الحيف عن المجتمع, لهذه الدراسة اهمية كبيرة في توضيح اهم الاسس الاجتماعية التي انطلقت منها الحركات وكذلك توضيح صورها ونشاطها والفئات المشاركة فيها لا سيما العمرية منها, وإنَّ للحركات الدورَ المحوري في اعادة التوازن بين مكونات المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية.

عرضت الدراسة جملة من التوصيات منها, ضرورة تحفيز عمل وفاعلية مؤسسات البناء الاجتماعي. في ادائها للواجبات المنوطة بها بكل دقة وشفافية لسد الفراغ القيمي الذي ادى الى ظهور السلوكيات المرضية التي رافقت الكثير من الحركات, في العراق خصوصا الاحتجاجية منها. وضرورة استيعاب مطالبات افراد الحركة مهما كانت والتوعية القانونية بأسس تحقيق هذه المطالب خصوصا اذا كانت تمتلك خلفية دستورية لابد من الحكومة ان تكون واعية بحقوق المتظاهرين. ضرورة اتباع الشفافية في التعامل مع هذه المطالب وتجنب التفاوض مع الناشطين في غرف مغلقة لان هذه الحركات ستعاود الظهور وبشدة اكبر من بداياتها والتعامل معهم على انهم اصحاب حق, او اصحاب حاجة, وصاحب الحاجة اعمى لا يرى الا قضاءها لتلافي الصدام والعنف اثناء مظاهر الحركات. وان الحركات الاجتماعية حالة طبيعية لذا من الضروري ان تعي الطبقة السياسية بأن السلطة الحقيقية هي سلطة الشعب, وهذه السلطة تستخدم صلاحياتها في حالات الفساد لذا عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم في خدمة الناس وتجنب سياسات التمييز الاجتماعي والفئوي.و يجب توجيه الجهود العلمية في علم الاجتماع والانثروبولوجيا لدراسة الاسس الاجتماعية والايديولوجية ذات الاثر الفاعل في تشكيل الحركات. لآن الاولى تتعلق بحياة الناس والثانية, تتعلق ببنائهم الفكري و ضرورة التخلي عن نظرية المؤامرة في تفسير نشوء ظهور الحركات لأنها تؤدي الى استهداف افراد الحركة بذريعة الانتماء الايديولوجي. ان تنامي الاسس الاجتماعية الداعمة للحركات سيؤدي في النهاية الى انهيار المنظومة السياسية والاجتماعية, لذا يتوجب على المعنيين الانطلاق من هذه الاسس للقيام بالإصلاح الحقيقي لان الحركات تمثل طوارئ اجتماعية.