بحثت رسالة ماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية السكن العشوائي واثره في التنمية
الحضرية المستدامة في مدينة المحاويل _ دراسة في جغرافية التنمية , للطالب عادل مجيد كسار.

تهدف الدراسة الى معرفة واقع السكن العشوائي في مدينة المحاويل ومدى تأثيره في ابعاد التنمية الحضرية المستدامة، والسعي لوضع الحلول الازمة باعتماد أسلوب التنمية الحضرية المستدامة لتطوير المدينة والحد من المشكلات التي تعاني منها، ووضع استراتيجية متكاملة بعد توفر قاعدة بيانات متكاملة.

تكمن أهمية الدراسة بانها تناولت واحداً من اهم وابرز المشاكل في الوقت الحاضر وهو مشكلة انتشار ظاهرة السكن العشوائي , وأثرها في التنمية الحضرية المستدامة التي لم يسبق دراستها في مدينة المحاويل وتعزيزا للدراسات المشابهة لهذه المشكلة , كما يتم إعطاء صورة واضحة لحياة سكان هذه المناطق ومعرفة الآثار المترتبة جراء هذا النمط من السكن وأيضا يتم وضع حلول مناسبة تساعدهم في تحسين أوضاعهم الحياتية, كما يعتقد الباحث أن العمل على معالجة هذه الظاهرة يساعد في تحسين الواقع الحضري للمدينة, بعد ضم قرى عديدة من خلال توسع التصميم الأساس ضمن ما يسمى ( بالأسر الحضري), إن معظم مناطق السكن العشوائي في مدينة المحاويل قد شيدت سابقاً على أراضي زراعية , وأصبحت الَان ضمن الحدود البلدية للمدينة, وعليه ينبغي الحد من انتشار هذه الظاهرة و حماية ما تبقى من الأراضي الفارغة أولا ومن ثم الاخذ بعين الاعتبار الأفاق المستقبلية للمدينة في مجال النمو والتوسع الحضري وفق خطة مدروسة يتم وضعها من قبل الجهات المختصة لمستقبل التنمية الحضرية للمدينة وإيجاد حلول للمناطق السكنية العشوائية والحد من نموها المستقبلي وإمكانية تحقيق الاستدامة الحضرية حتى مع وجود هذه المناطق من خلال محاكاة بعض التجارب العالمية في مجال معالجة السكن العشوائي.

بينت الدراسة مجموعة من الاستنتاجات كشفت الدراسة ان ظاهرة السكن العشوائي قد تنامت وازدادت بعد عام 2003 بسبب ضعف الجهات الرقابية في المدينة , وتبين من خلال الدراسة ان عدد المساكن العشوائية في مدينة المحاويل بلغ (5153) مسكن وعدد السكان لهذه المناطق بلغ (12168) نسمة ونسبة بلغت (27%) من مجموع سكان مدينة المحاويل البالغ (45072) نسمة حسب تقديرات 2020 م , وان واقع المناطق العشوائية بعيدا عن أساليب التخطيط العلمي ومنسجما مع مصالح أصحاب الأراضي اذ لايمكن معالجتها ولا يمكن تنميتها او تزويدها بالخدمات , واتضح من خلال الدراسة هناك تباين بين الخصائص العمرانية والموقعيه والقانونية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية في المناطق العشوائية.

توصل الباحث الى عدد من التوصيات اهمها متابعة التجاوزات التي تحصل داخل التصميم الأساس والحدود البلدية على الأراضي العائدة للدولة او المخصصة كمناطق خضراء او ساحات لعب الأطفال لغرض معالجة الامر حال وقوعه وعدم ترك فرصة لاستمرار تلك المشكلة , واستثمار الميزة المكانية التي تتمتع بها مدينة المحاويل , واجراء برامج تنموية مستدامة للمدينة , وضرورة وجود استثمار حكومي في جميع المجالات لاستيعاب الاعداد الكبيرة من القوى العاملة الشابة، مما يساعد من تقليل نسبة الفقر في المدينة، ويتم من خلال انشاء الصناعات الصغيرة والخفيفة وغير ملوثة الصديقة للبيئة , و تقليل استهلالك الوقود الاحفوري المعرض للاستنزاف، والتوجه نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة النظيفة في مختلف الاستخدامات، ومنها الطاقة الشمسية والطاقة المتولدة من تدوير النفايات الصلبة، إضافة الى استخدام المياه الرمادية بعد تدوير مياه الصرف الصحي واستخدامها في سقي الحدائق وغسيل السيارات بما يصب في تنمية المدينة والمحافظة على الموارد الطبيعية من الاستنزاف , واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة المدينة، لاسيما الإدارة الذكية والإسراع في انشاء المشاريع الخدمية المهمة والارتكازية لتحقيق ذلك لما لهذه الإدارة من أهمية كبيرة في معالجة الخلل في المشاريع الخدمية مباشرة من خلال الاشراف عليها الكترونيا.