بحثت رسالة ماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية الموسومة بـ الديمقراطية ومظاهر التسلّط التربوي ــــــــ دراسة ميدانية لطلبة المرحلة الثانوية في قضاء الرفاعي, للطالب عدنان خلف نصر الله الحميداوي.

تهدف الدراسة إلى معرفة التعرّف على مستوى إدراك طلبة المرحلة الثانوية لمظاهر التعامل الديمقراطي والتسلّط التربوي في مدارسهم, والكشف عن مظاهر التسلّط التربوي في المرحلة الثانوية ، وما يرتبط منها بالإدارة ، والمناهج ، والمدرّسين , والتعرّف على بعض الآثار الاجتماعية والنفسية التي لحقت بالطلبة نتيجة التسلّط التربوي , و تحديد أسباب التسلّط التربوي في المدارس الثانوية , والمساهمة في تعزيز سُبل وآليات العلاج لمظاهر التسلّط التربوي عبر جملة من التوصيات والمقترحات التي تكوّنت على أساس النتائج المتحقّقة من الدراسة.

وتناولت الدراسة أهمية غياب الديمقراطية في أكثر المدارس وحضور التسلّط عوضًا عنها في التعامل مع الطلّاب ، يُعدّ مشكلة بحثية ومعرفية كبيرة يؤذن اغفال النظر فيها وجود خطر يتهدّد مستقبل الأجيال وتنشئتهم مجتمعيًا , وتناول هذه المشكلة بأبعادها المختلفة يتطلّب اعطائها القدر الكافي من الوعي ؛ وذلك لاعتبارات متعدّدة تكمن في طبيعة شريحة الطلّاب ، وأهمية هذه الشريحة في بناء المجتمع
وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج منها خلق وعي ثقافي وديمقراطي لدى الطلبة ؛ للحدّ من استغلال الممارسة الديمقراطية للإساءة لمدرّسيهم , وتفعيل التعاون بين الإدارة المدرسية والكوادر التدريسية ؛ للنهوض بواقع المدرسة التربوي ورفع المستوى الدراسي , والعمل على تخصيص حُصص للإرشاد التربوي في جدول الدروس الأُسبوعي للطلبة ؛ من أجل منحه صفة رسمية , ولا يبقى ينتظر المرشد أوقات الفراغ من أجل تطبيق برنامجه الذي يخص الطلبة ، وتفعيل دوره بشكل أكبر , وعقد لقاءات دورية مع أولياء أُمور الطلبة ؛ لمدّ جسور الصلة والتواصل ، وحثّهم على نبذ التسلّط والابتعاد عن الحرص الشديد في التنشئة الاجتماعية ؛ كونه يُسهم في بناء شخصية خاضعة , وعدم دفع الأبناء للعمل بالقسر والإكراه ؛ لأجل الحصول على دخول إضافية لسدّ الحاجات الأُسرية , وإقامة علاقات داخل الأسرة على أُسس من التفاهم والتحاور والاحترام , و توظيف طرائق التدريس الحديثة بدلاً من الاعتماد على طريقة واحدة وهي التلقين , و رفع كفاءة المشرفين التربويين المهنية ، وتحويل الإشراف التفتيشي السلطوي إلى تطويري منظّم يواكب التطوّرات التربوية , و إصدار وتطبيق القوانين التي تحفظ هيبة المؤسّسات التعليمية والعاملين فيها من مديري مدارس ، ومدرّسين ، وطلبة ؛ ولاسيّما بعد تعرّضهم لاعتداءات متكرّرة , و فكّ الاختناق الحاصل في المدارس نتيجة كثرة أعداد الطلبة عبر الاهتمام بالبنية التحتية للمؤسّسات التربوية.

ويقترح الباحث إجراء دراسات سيسيولوجية تبحث بعض الظواهر الموجودة في الواقع التربوي ، وتعمل على تشخيص أسباب ظهورها ، وعوامل انتشارها ، ووضع الحلول لمعالجتها أو للحدّ منها , ولعلّ من هذه الظواهر( كثرة اعداد الطلبة وعدم ملائمة البنايات المدرسية , وأثر العامل الاقتصادي في تسلّط المدرّسين) .