ناقشت رسالة الماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية (المنتقيات والملحمات في جمهرة أشعار العرب لأبي زيد
القرشي (دراسة فنية موازنة)) للطالب فيد عبد الحسين داخل زيد

تهدف الرسالة الى دراسة العلاقات والتشابه وأوجه الخلاف بين أصحاب المنتقيات والملحمات في جمهرة أشعار العرب وبيان أصالة كل منهما وخصائصه الفنية والنفسية طبقا لمقاييس النقد الأدبي وقوانينه و وفقا للمنهج الموازن

وتناولت الرسالة ثلاثة فصول ,الفصل الاول البناء الفني
في مقدمات قصائد المنتقيات والملحمات في جمهرة أشعار العرب, والفصل الثاني اللغة الشعرية في قصائد المنتقيات والملحمات في جمهرة أشعار العرب, وتناول الفصل الثالث الصورة والإيقاع الشعري في قصائد المنتقيات والملحمات
في جمهرة أشعار العرب

توصلت الرسالة الى مجموعة من النتائج منها من حيث
البناء الفني نجد أنّ أصحاب الملحمات ساروا إلى ما سار
إليه أصحاب المنتقيات من حيث المقدمات في قصائدهم
حيث كانوا دائما يعودون إلى الأطلال الثابتة وينظرون
فيها ويستغلون صفاتها , فهم رسميون وذاتيون في نهجهم للمقدمات الطللية , إلا أنّهم في المقدمات الغزلية نجد أنّ بنية القصيدة قد تطورت كثيرا , فقد تنوعت أغراضها بالقياس بقصائد المنتقيات , كونهم أفردوا للغزل أشعارا طويلة ولم يقتصر على جعله في أول قصائدهم , كما فعل أصحاب المنتقيات يشكون فيه الألم والفراق أو يصفون فيه ما في محبوباتهم من صفات , و أما من حيث اللغة الشعرية , فقد شاعت في أشعارهم ألفاظ الحرب , وألفاظ المرأة , وألفاظ السلاح وألفاظ الزمان والمكان , وكل هذه الألفاظ قد
خصصت في أشعارهما حسب المقصدية التي عاشها الشعراء في كلا الطبقتين , فألفاظ الحرب تعبيرا عن الصراعات القبلية والسياسية والفتن , فنسج أصحاب الملحمات قصائدهم على غرار أصحاب المنتقيات كونهما عاشا في مجتمعين حربيين يميل إلى القبلية , ويفتخر بأنسابها وأيامها , أما ألفاظ المرأة فقد شاعت في قصائد المنتقيات المرأة العاذلة التي رث حبلها مع من تقترن به على خلاف أصحاب الملحمات الذين وجدوا في المرأة العفة والطهارة وما لها من دور كبير في المجتمع الأموي فيما يخص الروابط الأسرية المتجذرة بالقيم الإسلامية أما المكان والزمان في قصائدهما نجد أنّ أصحاب الملحمات لجأوا إلى الموروث القديم في ذكر المكان والزمان طبقا لما فعل أصحاب المنتقيات كونهما متنفسا لآلامهما التي شابها الاضطراب والقلق من المجهول , فذكر الديار في زمن ما قد أثقل كاهلهما ؛ بسبب ترك الأحبة للمكان , وعلى الرغم من بعض الاختلافات التي وردت بخصوص المعجم الشعري
لا يعني من أنّ أصحاب الملحمات لم يتأثروا بمن سبقهم بهذا المجال , كذلك اللغة فلا نجد فرقا إلا بحسب المقصدية التي أنتجتها تجاربهم سواء أكانت للتأكيد والعناية والاهتمام والتشويق أم الايجاز والنفي , غير أنّ النفي كشف لنا شخصية أصحاب الطبقتين على أنّها شخصية مضطربة ورافضة للواقع الأليم في مجتمعهما