ناقشت كلية الآداب بجامعة القادسية رسالة الماجستير الموسومة بـ( المباحث الصرفية والنحوية في لوامع البرهان وقواطع البيان في معاني القرآن لمحمد بن الحسن المعيني (ت537هـ) ) للطالب عدنان عبد الكاظم مزيهر الجابري وعلى قاعة الكبرى في كلية الآداب .
وتهدف الدراسة إلى تقديم إضافة جديدة إلى المكتبة العربية فالاختيارات الصرفية والنحوية في كتاب لوامع البرهان موضوع من الموضوعات الخصبة في اللغة العربية لأنّ التعرض لمثل هذه الموضوعات يتيح للباحث الاطلاع على العلوم المختلفة والاتصال المباشر بالقديم والحديث من خلال البحث والدراسة ويمده بزاد لا غنى له عنه . كما تهدف إلى الرغبة في الاسهام في إحياء كتب التراث العربي التي لا يزال منها يقبع في خزائن المكتبات ودور الكتب فينتفع طلاب العلم والمعرفة بما فيه من كنوز المعرفة .
تضمنت الدارسة من الفصل الاول فقد وسمته بالمباحث الصرفية وقسمته على عشرة مباحث , وجاء الفصل الثاني بعنوان المباحث النحوية متضمناً ثمانية مباحث : تناولت في المبحث الاول الأساليب الإنشائية الطلبية : أسلوب الاستفهام وأسلوب النداء ونداء الندبة . وتناولت في المبحث الثاني الاساليب الانشائية غير الطلبية : اسلوب القسم وأسلوب التعجب واسلوب المدح والذم . وجاء المبحث الثالث موسوماً بالأساليب الاخرى : أسلوب الشرط واسلوب التوكيد واسلوب النفي واسلوب الاستثناء . وتناولت في المبحث الرابع التأويل النحوي وظهر في الشرح التأويل بالحذف والتأويل بالزيادة والحمل على المعنى . وفي المبحث الخامس الدلالة النحوية (الاحتمالية والقطعية) وتبلور عن الاحتمالية عنوان باسم (الدلالة الاحتمالية المعللة وغير المعللة) . وتلا الدلالة القطعية المبحث السادس وعنوانه (الادوات) وقسمته على ثلاثة أقسام : الأدوات الاحادية والادوات الثنائية والادوات الثلاثية . ووسمت المبحث السابع بـ(أثر السياق في التوجيه النحوي) وقسمته على قسمين هما السياق اللغوي والسياق غير اللغوي . أما المبحث الثامن فكان بعنوان (النيابة والتضمين) تتصدره توطئة بسيطة .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال البحث في كتاب لوامع البرهان يرى المعيني أنّ صيغتي (مَفْعل) و(مِفْعل) بفتح الميم وكسرها لغتين مادامتا تدلان على معنى واحد, وهو المصدر, أو اسم الزمان فلا مشكل لديه بينما عدّها المفسرون صيغة سماعية, لأنّه وعلى وفق القياس يصاغ اسم المكان أو الزمان على صيغة (َمِفْعل) من كل فعل ثلاثي صحيح الآخر مضموم العين , ووقف المعيني عند صيغة (فَعَالة) المتمثلة لديه بــ(وَلاية) فما كان بالفتح بمعنى النصرة والموالاة, وما كان بالكسر بمعنى الإمارة والسلطان وفي كلتا المعنيين هما مصدر , و بيّنت الدراسة أنّ جموع التكسير عند المعيني اتسع الاحتمال فيها بين مفرداتها, ومن مصاديقها: صيغة (أفْعُل) ومثالها (أشدّ) ويجوز أن يكون مفردها (شدّ) أو (شدة), وصيغة (فُعَالى) ومثالها (فُرادى) وهو جمع (فَريد) أو جمع (فَرْدان) أو (فُراد) , و وجد الباحث أنّ احتمالاً في الصيغ الصرفية القياسية والسماعية على حدٍ سواء عند المعيني فلم يقتصر الاحتمال على القياسية من دون السماعية ولا خلافه, لأنّ ما ينظر إليه هو احتمالية اللفظة وما تؤول إليه في تغيير مبناها ومعناها أو مبناها فحسب.