ناقشت في كلية الآداب بجامعة القادسية رسالة ماجستير الموسومة بـ(الملامح السيميائية في تفسير مواهب الرحمن للسيد عبد الاعلى السبزواري), للطالب صفاء ستار عيدان البعاج.
الهدف من الرسالة أثارت الظاهرة اللغوية من حيث كونها نظاماً تواصليّاً انتباه المفكّرين والفلاسفة واللغويين والبلاغيين منذ القدم, الأمر الذي جعلها تحضى بنصيب وافر من الدراسة التي تهدف إلى استكشاف البنية الجوهرية لهذا النّظام, أنّ دراسة النّظام الإشاري في التراث العربي دراسة قديمة قِدم الدرس اللساني إلّا أنّ الأفكار والتأمّلات السيميائية التي وصلت إليها ظلت في إطار التجربة الذاتية, ولم تتجسد في إطار التجربة العلمية الموضوعية؛ إذ إنّ أغلب الآثار الأدبية والثقافية وقتية ومحدودة؛ لأنَّها تصدر بتأثير عوامل اجتماعيّة معينة، فتلبّي حاجات عقلية واجتماعيّة، ثمّ تفقدُ قيمتها بزوال ذلك العامل المُحفِّز، ولا يكون لها من الأصالة والعمق والعموميّة ما يهيئ لها أن تتعدّى محيطها الخاص زمانًا ومكانًا، ولكن لا يمنع هذا أن تكون لبعض الأمم آثار أدبيّة وثقافيّة خالدة لا ينال من جدّتها الزمان، وصفوة تلك الآثار ما يُعدّ ملكًا للإنسانية كلّها، في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فهي لم توضع لفريقٍ دون آخر، ولم يراعَ فيها شعبٌ دون آخر، وإنّما خُوطب بها الإنسان أنّى وُجد، ومنها النصّ المقدّس المتمثّل بالقرآن الكريم.
جاءت الدراسة مقسّمة على تمهيد وثلاثة فصول مسبوقة بمقدّمة وملحقة بخاتمة سجّل فيها الباحث أبرز النتائج التي توصل إليها في هذه الدراسة, ثمّ ألحقها بقائمة المصادر والمراجع , وكان الفصل الأول بعنوان (قراءة في أبعاد سيميائية الإشارة), في حين جاء الفصل الثاني بعنوان (المقولات المعرفية والمنهجية لسيمياء العلامة في تفسير مواهب الرحمن)، وكان الفصل الثالث بعنوان (المرجعيات الفكرية والأنساق التأويلية في تفسير مواهب الرحمن
وأظهرت نتائج الدراسة يعُّد تفسير مواهب الرحمن للسيد السبزواري (قدس سره) موسوعة كبرى للبحوث الدلالية والفلسفية والروائية والفقهية والأخلاقية والأدبية والعرفانية، هذا فضلاً عن تمييز السيد السبزواري بأسلوب رصين خال من الغموض والتعقيد والاسهاب والتكرار، ومال إلى الاختصار , وان الخطاب التفسيري في مواهب الرحمن للسيد عبد الأعلى السبزواري لا يستجلي أنظمة معرفية فاعلة في تفسير النص القرآني فحسب, بالقدر الذي يبدع رؤية فنية وبنائية وكشفية تتجاوز التبيين والتوضيح إلى جعل متلقيه عارفاً بغوامض النصوص من طريق أشد قرباً من سواه , ويعمد المفسِّر السبزواري إلى إشراك المتلقي في العملية التواصلية لأثره, وذلك عن طريق المحاورات التوضيحية, والاسئلة التي تستدعي إجالة الذهن واليقظة الإدراكية فضلاً عن توفير مساحة لتفكير المتلقي وقد وجدنا هذا الامر في اليات اشتغال العلامو وانتاجها .