تم تجميع هذا النص من عدة مصادر أكاديمية لغاية الاستفادة منه في تطوير أسلوب الكتابة لدى كتابنا العرب.
الترقيم في الكتابة العربية هو وضع رموز اصطلاحية معينة بين الكلمات أو الجمل أثناء الكتابة؛ لتعيين مواقع الفصل والوقف والابتداء، وأنواع النبرات الصوتية والأغراض الكلامية، تيسيراً لعملية الإفهام من جانب الكاتب أثناء الكتابة، وعملية الفهم على القارئ أثناء القراءة. وقد بدأ العرب باستخدامها قبل حوالي مائة عام بعد أن نقلها عن اللغات الأخرى أحمد زكي باشا بطلب من وزارة التعليم المصرية في حينه، وقد تم إضافة ما استجد من علامات، وإشارات فيما بعد.
وعلامات الترقيم الرئيسة في الكتابة العربية، هي:
الفاصلة، ويطلق عليها أيضا الفارزة، والشولة ( ، )
الفاصلة المنقوطة ( ؛ )
النقطة ( . )
النقطتان ( : )
الشرطة ( – )
الشرطتان ( – )
الشرطة السفلية ( ـ )
علامة الاستفهام ( ؟ )
علامة التأثر، أو التعجب ( ! )
علامة الحذف ( … )
علامة التنصيص ( « » )
القوسان ( ( ) )
القوسان المستطيلان [ ]
الأقواس المثلثة < >
الإشارة المائلة ( / )
الإشارة المائلة المعاكسة ( )
إشارة البريد الإلكتروني والتي تآتي فقط مع الآحرف اللاتينية مثل ( @ )
إشارة القوة المرفوعة ( ^ )
إشارة الضرب ( * )
إشارة العطف ( & )
إشارات وعلامات أخرى كثيرة تستخدم في برمجة الصفحات الشبكية مثل: { }
ينصح مبرمجو الشبكة والحاسوب عدم استخدامها لأنها قد تؤدي ببعض المتصفحات لقراءتها بشكل خاطئ وبالتالي الخروج بنتائج غير صحيحة.
استخدام الألوان بدلا من الأقواس: سنشرح عنها بالتفصيل عند الحديث عن الأقواس.
تنقسم هذه العلامات بدورها إلى أربعة أنواع في سياق وظيفتها في الكتابة، هي:
علامات الوقف: ( ، ؛ . )؛ تمكن القارئ من الوقوف عندها وقفاً تاماً، أو متوسطاً، أو قصيراً، والتزود بالراحة أو بالنفس الضروري لمواصلة عملية القراءة.
علامات النبرات الصوتية: ( : … ؟ ! )؛ وهي علامات وقف أيضا، لكنها – إضافة إلى الوقف – تتمتع بنبرات صوتية خاصة وانفعالات نفسية معينة أثناء القراءة.
علامات الحصر: ( « » – ( ) [ ] )؛ وهي تساهم في تنظيم الكلام المكتوب، وتساعد على فهمه، ويمكن اليوم إضافة الألوان التي أصبحت تؤدي نفس الغرض، سنشرح لاحقا عن ذلك.
علامات الإشارات المستخدمة في البرمجة آو الرياضيات مثل ( < > * & ^ [] )
ويمكن إجمال أهمية علامات الترقيم في النقاط التالية:
1. أنها تسهل الفهم على القارئ، وتجود إدراكه للمعاني، وتفسر المقاصد، وتوضح التراكيب … أثناء القراءة:
يتضح هذا من خلال المثال التالي:
ما أحسن الرجل.
ما أحسن الرجل!
ما أحسن الرجل؟
فهذه الجمل الثلاث مختلفة في المعنى، لا متكررة، على الرغم من أنها بدت في الظاهر جملة واحدة مكررة ومكونة من الكلمات الثلاث نفسها؛ فالنقطة جعلت الجملة الأولى جملة خبرية منفية بـ (ما) النافية، وعلامة التأثر جعلت الجملة الثانية جملة تعجبية و(ما) تعجبية بمعنى شيء، وعلامة الاستفهام جعلت الجملة الثالثة جملة استفهامية، وما اسم استفهام.
2. أنها تعرفنا بمواقع فصل الجمل، وتقسيم العبارات، والوقوف على المواضع التي يجب السكوت عندها … فتحسن الإلقاء وتجوده.
3. أنها تسهل القراءة، فتجنب القارئ هدر الوقت بين تردد النظر، وبين اشتغال الذهن في تفهم عبارات كان من أيسر الأمور إدراك معانيها، لو كانت تقاسيمها وأجزاؤها مفصولة أو موصولة بعلامات تبين أغراضها، وتوضح مراميها. فالزمن الذي يحتاجه القارئ لفهم النص المرقوم أقصر بكثير من الزمن الذي تتطلبه قراءة النص غير المرقوم.
4. أنها في تصور الكاتب، مثل الحركات اليدوية، والانفعالات النفسية، والنبرات الصوتية التي يستخدمها المتحدث أثناء كلامه؛ ليضيف إليه دقة التعبير وصدق الدلالة. فهي تشبه الحركات الجسمية والنبرات الصوتية التي توجه دلالة الخطاب الشفوي. كما أنها تشبه إشارات المرور في تنظيم حركة السير، وللوحات الإرشادية المكتوبة على الطرقات، التي لولاها لضل كثير من سالكي تلك الطرق.
5. أنها تنظم الموضوع، وتجمل لغته، وتحسن عرضه؛ فيظهر في جمالية خاصة تريح القراء، وتدفعهم إلى القراءة والاستمتاع بها.
( ،)
الفاصلة في النص العربي تكتب هكذا (،) وليس تلك المستخدمة في النص اللاتيني غير المتوافقة مع النص العربي ( , ).
الغالبية الساحقة من الكتاب يقعون في ذلك الخطأ مع أن الفاصلة العربية موجودة في لوحة المفاتيح لأجهزة الوندوز وكذلك الماكنتوش. وتكتب الفاصلة ملاصقة للكلمة التي تسبقها مباشرة بدون فراغات.
مثال استخدام صحيح: أحب الشعر، والقصص.
من الخطأ القول: أحب الشعر ، والأدب.
وهذا ينطبق على إشارات كثيرة موضحة في النص أدناه.
مواضع استعمال الفاصلة:
أ- بين الجمل التي يتكون من مجموعها كلام تام الفائدة في معنى معين، مثل:  إن محمداً طالب مهذب، لا يؤذي أحداً، ولا يكذب في كلامه، ولا يقصر في دروسه.  الخطبة كلام يلقى على جمهور من الناس، بهدف الإقناع والتاثر، وحث الناس على الالتزام بقضية معينة.
ب- بين الجمل القصيرة المعطوفة المستقلة في معانيها، مثل:  الصدق فضيلة، والكذب رذيلة، والحسد منقصة وعجز.  الدنيا خير كتاب، والزمان خير معلم، والله خير الأصدقاء.
ج- بين الجمل الصغرى أو أشباه الجمل، بدلاً من حرف العطف، مثل:  سافر أخي، ابتعدت به السفينة، حزنت كثيراً.  عند النهر، فوق الرابية، تحت سماء صافية، انتشر قطيع الغنم.
د- ببن أنواع الشيء أو أقسامه، مثل:  المخلوقات الأرضية أربعة أنواع رئيسة: الإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد.  فصول السنة أربعة: الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء.
هـ- بين الكلمات المعطوفة المرتبطة بكلمات أخرى تجعلها شبيهة بالجمل في طولها، مثل:  الطالب المجتهد في دروسه، والعامل المخلص في عمله، والجندي المتفاني في الذود عن وطنه، والأديب الصادق ني أدبه… هم الأركان التي ينهض عليها صرح الأمة.  كل فرد في الأمة مجند لمعركة المصير: الفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، والطالب في معهده، والموظف في ديوانه…
ز- بعد لفظ المنادى المتصل، مثل:  يا أحمد، اجتهد في دروسك.  أي بني، اعلم أن الجد باب النجاح.
ح- بين الشرط وجوابه إذا كانت جملة الشرط طويلة، مثل:  إذا كنت في كل الأمور تعاتب أصدقاءك، فلن يبقى لك صديق.  إن استطعت أن تتفوق في امتحان الفصل الأخير، فأنت ذكي.
ط- بين القسم وجوابه، مثل:  والله الذي خلق السموات والأرض، لأجتهدن.  ورب السموات والأرض وما بينهما، لأصدقنّ فيما أقول.
ي- قبل الجملة الحالية، مثل:  المؤمنون يُستشهدون من أجل عقائدهم، وهم فرحون.  عدت إلى البيت، وأنا مسرور.
ك- قبل الجملة الوصفية، مثل:  قرأت كتاباً، موضوعه لم يرقني.  زارنا رجل، ثيابه رثة.
ل- قبل الجملة أو شبه الجملة شبه الاعتراضية وبعدها، مثل:  أكلت، عند السابعة صباحاً، تفاحتين.  تـنـزهت، وأنا فرح، بين الأشجار.
م- بعد كلمة أو عبارة تمهد لجملة رئيسة، مثل:  أخيراً، وصل المحاضر الذي انتظره الطلاب.  عند الثامنة صباحًا، وصل المحاضر.  طبعاً، إذا أسندت الأمور إلى غير أصحابها، هلكت الأمة.
ن. بين جملتين تامتين، تربط بينهما ” لكن “، إذا كانت الجملة الأولى قصيرة، مثل:  تبغضني، لكي أحبك.
س. بين الأجزاء المتشابهة في الجملة كالأسماء والأفعال والصفات، مثل:  كان العالم يكتب، يقرأ، يختبر، يراقب، يقارن، دونما راحة.
ع- بعد حروف الجواب (وهي: نعم، لا، كلا، بلى)، مثل:  هل أجبت عن أسئلة التقويم الذاتي كلها؟  نعم، إلا السؤال الأخير.  وهل كان سبب ذلك صعوبته؟  لا، ولكن انتابني شيء من الملل.
ف- قبل كلمتي مثل أو نحو اللتين تسبقان المثال على قاعدة ما، مثل:  تتكون الجملة الفعلية أساساً من فعل واسم، مثل: قام محمد.  الجمله الفعلية، نحو: كتب المعلم جملة مفيدة.
ص- بعد كلمات التعجب في بداية الحملة:  عجباً، كيف تأخرت؟!  آه، ما أمرَّ الفراق!
ق- قبل ألفاظ البدل وبعدها، مثل:  إن هذا العصر، عصر الآلة، سهلت فيه المواصلات.
ر- بين الكلمات المتضادة، مثل:  أنت، لا عبد الله، من تكلم.
ش- بين عنوان الكتاب، ودار النشر، ومكانه، وتاريخه؛ وذلك عند تدوين الهوامش، أو قائمة المصادر والمراجع، مثل: عمر أوكان: دلائل الإملاء وأسرار الترقيم، دار أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1999 م.
( ؛ )
تكتب ملاصقة للكلمة التي تسبقها ولا يترك فراغات بينهما، اقرأ التفاصيل حول استخدام الفاصلة ملاصقة للكلمة أعلاه. تسمى «الفاصلة المنقوطة»، و«الشولة المنقوطة»، و«القاطعة»… وتوضع بين الجمل التي بينها قوة في الترابط أو ترابطها غير لازم، ويقف القارئ عندها وقفة أطول قليلاً من وقفته عند الفاصلة، وأقصر من وقفته عند النقطة.
أشهر مواضع استعمالها:
أ- بين جملتين تكون ثانيتهما مسببة عن الأولى أو نتيجة لها، مثل:  لقد غامر بماله كله في مشروعات لم يخطط لها؛ فتبدد هذا المال.  لا تصاحب شريراً؛ لأن صحبة الأشرار تردي.  الطالب اجتهد في مذاكرته؛ فكان الأول على رفاقه.
ب- بين جملتين تكون ثانيتهما سبباً في الأولى، مثل:  لم يحرز أخوك ما كان يطمع فيه من درجات عالية؛ لأنه لم يتأن في الإجابة.  لا تمازح سفيهاً ولا حليماً؛ لأن السفيه يؤذيك، والحليم يشمئز منك.  احترس من الإهمال؛ حتى لا يتفوق عليك غيرك.
جـ- بين جمل طويلة، يتألف من مجموعها كلام تام الفائدة، فيكون الغرض من وضعها إمكان التنفس بين الجمل، وتجنب الخلط بينها بسبب تباعدها.
ديوان العرب .