عقدت كلية التقانات الاحيائية/ جامعة القادسية ندوة تخصصية عن المخدرات تحت عنوان (التأثير السيء لأنتشار المخدرات داخل الوسط الجامعي) ، من اعداد السادة التدريسين  أ.م.د. محمد عبد الوهاب العسكري و أ.م.د.  سعدية ياسر عوفي و م.د. فاضل غازي السويدي و م.م. مكي محمد حسون  وقد حضرها نخبة من السادة التدريسين وعدد من طلبة الكلية.

وقد عرض الدكتور محمد العسكري جوانب مهمة من التأثير السيء لأنتشار المخدرات في العراق عموما وفي داخل الوسط الجامعي خصوصاً, اذ أوضحت نبذة مختصرة عن تاريخ المخدرات وتعرضت الى مفهوم هذه الادوية او العقاقير المخدرة والتي تعرف على انها مواد نباتيه أو كيميائية لها تأثيرها العقـلي والبدني على من يتعاطاها ، فتصيب جسمه بالفتور والخمول وتشــل نشاطه وتغطي عقلـه وتؤدي إلى حاله من الإدمان والذي يعتبر حالة نفسية و أحيانا عضوية ونفسية معا ينتج عن تفاعل الانسان مع العقار , و من خصائصها : استجابات وأنماط سلوك مختلفة , تشمل دائما الرغبة الملحة في تعاطيه بصورة ملحة و متصلة (( أو دورية )) للشعور بآثاره النفسية , أو لتجنب الآثار المزعجة التي تنتج عن عدم توفره كي يبتعد عن الالم المترتب على ترك المخدرات حتى ولو كان مؤقتا.

كما وقد اوضحت الدكورة سعدية عوفي انواع المخدرات بحسب طريقة الإنتاج والتي تقسم الى:

1- مخدرات تنتج من نباتات طبيعية مباشرة: مثل الحشيش والقات والأفيون ونبات القنب.
2- مخدرات مصنعة وتستخرج من المخدر الطبيعي بعد أن تتعرض لعمليات كيماوية تحولها إلى صورة أخرى: مثل المورفين والهيروين والكوكايين.
3- مخدرات مركبة وتصنع من عناصر كيماوية ومركبات أخرى ولها التأثير نفسه: مثل بقية المواد المخدرة المسكنة والمنومة والمهلوسة.

أما عن الأضرار الجسمية التي تنتج عن المواد المخدرة فإنها تتلخصب فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي كما تتسبب في قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن مصحوباً باحمرار في العينين ، ويحدث اختلال في التوازن والتأزر العصبي وطنين في الأذنين. يحدث تعاطي المخدرات تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكوّن مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل إلى الإصابة بالتدرن الرئوي.

وقد تسبب أتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (الأفيون مثلاً) خلايا الكبد ويحدث بها تليفاً وزيادة في نسبة السكر, والتهاب في المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكوّن المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والهلاوس السمعية والبصرية والفكرية, فضلاً عن اضطرابات في القلب ، والذبحة الصدرية ، وارتفاع في ضغط الدم ، وانفجار الشرايين ، ويسبب فقر الدم الشديد تكسر كرات الدم الحمراء ، وقلة التغذية ، وتسمم نخاع العظام الذي يصنع كريات الدم الحمراء.

وأشار السيد م.م. مكي حسون الى أضرار المخدرات على المجتمع من حيث الهدر الكبير لاموال  الدولة من خلال مكافحة الإدمان وعلاجه والتي تكون لصالح المجتمع لإنشاء المدارس والمستشفيات والتقدم والتطور الزراعي والصناعي , وتُسبب انتشار الفوضى والفساد وتتفشى الآفات الخطيرة والأوبئة, كما وتُضعف من إنتاج الفرد المتعاطي وبالتالي يقل إنتاج المجتمع الاقتصادي , وقد تُسهم في انتشار الجرائم المتعددة فالمتعاطي يكون غير مدرك لتصرفاته فيرتكب الجرائم بلا وعي.

وأضاف الدكتور فاضل السويدي ملاخظاته القيمة عن حكم المخدرات في الإسلام, وهي ان الشريعة الإسلامية إنما جاءت للمحافظة على ضروريات الحياة الخمس، والتي تُشكِّل كينونة الإنسان المادية والمعنوية، وهي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال.

ويكاد يكون العقل أهم مقصد من هذه المقاصد؛ فالدين من غير عقل طقوس، والنفس من غير عقل حركة فوضوية، والنسل بدون عقل نزوٌّ تائه، والمال بدون عقل فساد ودمار, ولذلك جعلته الشريعة مناط التكليف الشرعي؛ فمن فقد نعمة العقل رُفع عنه التكليف؛ إذ هو ليس بأهل له، ولا بقادر عليه.

ومن الأدلة المهمة التي اعتمدها العلماء في تحريم المخدرات هي:

أولاً: قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90. فالمخدرات تلتقي مع الخمر في علة التحريم، وهي الإسكار بإذهاب العقل وستر فضل الله تعالى على صاحبه به؛ فتُشمَل بحكمه.

ثانياً: قوله تعالى:(يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف/157. ولا يُتصوَّر من عاقل أن يُصنِّف المخدرات إلا مع الخبائث.

ثالثاً: قوله تعالى:(وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة/195. فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان، وإنَّ تعاطي المخدرات يؤدي الى مضار جسمية ونفسية واجتماعية.

التوصيات:

1– المطالبة بتشريع قانون رادع وصارم ضد تجارة وتعاطي المخدرات. وتفعيل تطبيق هذا الاقانون في كافة المرافق الحكومية والعامة.

2- فتح مراكز مختصة في كل محافظة للاهتمام بالعلاج.

3- ضرورة فتح قنوات للتواصل بين الأكاديميين والأجهزة الأمنية والقضائية والصحية والوقائية الضابطة لظاهرة انتشار الإدمان والمخدرات.

4- نشر الحملات الدعاية ضد المخدرات وان تكون مدروسة وهادفة؛ كي لا تكون أداة للترويج عنها.

5- تركيز الجهد البحثي على الآثار التي تركها داعش في ترويج المخدرات وتعاطيها.