( أثر البيئة في أدب المدن العراقية في القرن التاسع عشر )

Abstract

 يكاد يجمع مؤرخو الادب والباحثون على ان (الادب هو ابن البيئة ) ، فهـــــــــــو يصطبغ بألوانها ويتأثر بأتجاهاتها ثم يؤثر فيها ، ويؤكد العلم الحديث هذه الحقيقـــــــــــة أن لكل بيئة مزاياها وخصائصها وظروف حياتها التي تطبع الادب بطابعها وتترك عليـــــــــــــــــــه بصماتها0                                                                                                                 ج

          ومن خلال دراستنا للادب العراقي في القرن التاسع عشر وجدنا أن لكل مدينة عراقية طابعها الادبي الخاص بحسب طبيعة الحياة القائمة فيها ، حيث تميزت كل مدينة عراقية ، قداجادت بغرض او فن شعري يختلف مما أجادت بغرض أو فن شعري يختلف مما أجادت فيه غيرها ولا سيما في منابع الشعر الرئيسية في العراق حينذاك ، وهي      ( بغداد والحلة و النجف و الموصل ) ، وذلك تبعاً للظروفها وبيئتها التي تركت بصماتها واضحة على وجه الشعر التي طبعته بطابعها واملت عليه شؤونها وشجونها 000                                                

         ولغرض أن تكون الفكرة واضحة ، نحاول أن نلقي نظرة نقدية مقارنة موجزة على طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية لكل منها في هذه المرحلة لقد كان المجتمع العراقي في هذه الحقبة في حالة الفوضى والاضطراب ، فقد نخرت فيه الافات وقرفته الاهواء واقتسمته مطامع الولاة والموظفين وأهل المال والجاه والمصالح ، واحتدمت فيه الديانات والمذاهب والقوميات ، فخضع لمؤثراتها فجعلت من العراقيين مواطنين ذوي طبائع خاصة تبعاً لساكنيها وظروفهم وعاداتهم وبسبب اتباع الحكام سياسة ( فرق تسد ) والبطش والتعسف ، وذلك بأستخدام بطانة فاسدة ، حتى غدت البلاد مرتعاً لللصوص وقطاع الطرق ، فانكمش الناس في مدنهم وقراهم وتباعد بعضها عن بعض ومن ثم صار لكل مدينة عراقية طابعها الخاص⁽¹