ناقشت رسالة الماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية الموسومة بـ( رأس المال الاجتماعي ودوره في تحقيق العدالة الاجتماعية “دراسة اجتماعية ميدانية في مدينة الديوانية ) للطالبة ريام نعيم حسن وعلى القاعة الكبرى في كلية الآداب
وتهدف الدراسة إلى معرفة اهم الخيارات التي تلعب دوراً في عملية تطوير رأس المال الاجتماعي , و دور الدين في ارساء عوامل تحقيق رأس المال الاجتماعي , والتعرف على اكثر الخيارات التي تجد فيها صور رأس المال الاجتماعي ومعرفة اهم معوقات تحقيق العدالة الاجتماعية والعلاقة بين العدالة الاجتماعية والتضامن الاجتماعي , والتوصل الى اهم المقترحات التي تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
وتبرز الأهمية العلمية للدراسة في محورين أساسيين هما الأهمية النظرية حيث يعتبر رأس المال الاجتماعي من الركائز الاساسية للروابط والعلاقات الاجتماعية التي تتم من خلالها المنفعة عن طريق تعاون الافراد والجماعات في المجتمع وهذا ما يدل على قيمة تلك العلاقات الاجتماعية التي لا تقوم الا من خلال الثقة المتبادلة والتعاون ، اما
العدالة الاجتماعية فيتم تحقيقها عن طريق تفعيل رأس
المال الاجتماعي بصورة صحيحة فيعتبر رأس المال الاجتماعي الالية الضرورية التي تسعى الى تحقيق العدالة الاجتماعية و ما يندرج تحتها من تفعيل برامج التنمية والقضاء على الفقر فهو يمثل احد روافد الاصلاح والتغير.
والأهمية التطبيقية بسبب انعدام تطبيق العدالة الاجتماعية في السنوات السابقة والحالية لذلك اصبح من الضروري اجراء دراسة تختص بالعدالة الاجتماعية وتسليط الضوء على مرتكزات ومعوقات تحقيق العدالة الاجتماعية , ومعرفة أهم العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في عملية تطوير رأس المال الاجتماعي , وتوضيح أهمية الثقة في العمل الجماعي وزيادة التماسك والاستقرار لدى الجماعة ،بالإضافة الى اهميتها في التعاون والتعايش مع الاخرين .
وتوصلت الباحثة الى عدد من النتائج منها تلعب العلاقات الاجتماعية دوراً كبيراً في عملية تطوير رأس المال الاجتماعي فهي تمثل احدى قيم المجال الاجتماعي لان التمسك بها يساهم في تدعيم رأس المال الاجتماعي وهذا ما أكدته
(53%) من المبحوثين ،فالعلاقات الاجتماعية من الأسس المهمة في تماسك الافراد وهذا ما يشكل رأس مال اجتماعي وتعد الثقة من العوامل الاساسية في التعاون والتعايش مع الاخرين فقد اثبت ذلك (78%) من المبحوثين لاعتقادهم بأن الثقة تمثل الحافز الرئيسي للانضمام الى العمل ومساعدة الاخرين لأن العمل بدون انسجام وثقة بين افراده يصبح أكثر عرضة للمشاكل وعدم الاستقرار , وان الثقة تلعب دورا كبيرا في الحث على العمل الجماعي ،فالعامل الرئيسي في استقرار الجماعة وتماسكها هو شعور افرادها بوجود الثقة فيما بينهم وقد أكد على هذه الفكرة نسبة كبيرة من المبحوثين بلغت (85%) لاعتقادهم ان العمل الجماعي لا يمكن ان يقترن بالنجاح دون اقترانه بالثقة التي تربط بين افراده.
وقدمت هذه الدراسة من خلال الجانب النظري والميداني مجموعة من المقترحات التي من الممكن ان تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية منها الغاء الطبقية الاجتماعية التي فرضتها الطبقة السياسية التي ترتب عليها عدم المساواة في منح الفرص امام الجميع , وتوزيع الثروة بين افراد المجتمع من خلال توظيف وبناء المشاريع الزراعية والصناعية والتجارية
من اجل توظيف اكبر عدد ممكن من الافراد , وبالإضافة الى التشجيع على الاستثمار الزراعي والصناعي والتجاري والآثاري والمعرفي والعلمي والفكري وهذا ما تقوم عليه
الدول العظمى وتعتمد عليه.
