اقامت وحدة الارشاد التربوي في كلية الزراعة بجامعة القادسية ورشة بعنوان (ظاهرة الانتحار ، أسبابها وطرق علاجها) حاضر فيها م.د.غيداء كاظم عبد الله

تهدف الورشة الى تعريف الطلبة بخطورة ظاهرة الانتحار، فالانتحار ( اصطلاحاً) يقصد به كل حالات الموت التي ينفذها الضحية بنفسه ، وعُرِف أنه عدوان ضد النفس ، شعوري أو إرادي يؤدي الى الموت . وعرف أيضا أنه ظاهرة اجتماعية ، ومشكلة طبية ، تجعل الشخص يزهق روحه بسبب عجز عن مواجهة الواقع ، أو لفشل شخصي في المشكلات الطارئة ، أو يأس لعدم القدرة على التكيف مع الظروف الطارئة المستجدة والمفاجئة ، ويخلف الانتحار أرقاماً إلى مرتفعة من الضحايا ؛ إذ يَلقى ما يزيد على (800) ألف شخص حتفه كل عام ، جراء الانتحار الذي يحتل المرتبة الثانية بين أهم أسباب الوفاة بين الشباب ، في الفئة العمرية ( 15 – 29) سنة ، على مستوى العالم . وهناك مؤشرات على أنه مقابل كل شخص بالغ مات منتحراً كان هناك ما يزيد على (20) شخصاً آخرين حاولوا الانتحار .

وقد أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية الصادرة في عام 2013 إلى أن هناك أكثر من ( 1200000) شخصا يقدمون على الانتحار على مستوى العالم سنويا ، أي (3000) الاف شخص ينتحرون يوميا ، وأن كل حالة انتحار تامة تقابلها (20) محاولة فاشلة ، أي أن هناك ما يقارب من (20) الى (60) مليون محاولة انتحار على مستوى العالم سنويا .
إن السلوك الانتحاري ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل متعددة ولها أسباب وعوامل مختلفة هي :
من العوامل النفسية : أهم الأسباب التي تؤدي الى الانتحار هي الاضطرابات النفسية حيث يعاني بعض الناس من أمراض نفسية تؤدي به الى الانتحار ، كالهوس ، والانفصام ، والاكتئاب الحاد .
العوامل الصحية : قد تؤدي المشكلات الصحية التي تمنع الانسان من ممارسة حياته طبيعيا الى الانتحار إذ أكد الاطباء على وجود ارتباط وثيق بين المشاكل الصحية والانتحار ، ومن بين هذه المشاكل السرطان ، واصابات الدماغ المرضية ، والفشل الكلوي ، والايدز ، وغيرها من الامراض . ومن العوامل الاجتماعية : يؤدي التفكك الاسري في بعض الاحيان ، والحرمان من العيش في جو عائلي مستقر تسوده المحبة والالفة الى الانتحار لاسيما عند المراهقين الذين لم يكتمل لديهم الاستقرار الفكري .
العوامل البيئية : يؤدي الوضع المتردي للمجتمع لدفع فئة الشباب الى الانتحار هروبا من واقعهم المؤلم والمرير فشيوع الفقر والبطالة والفساد في مجتمعاتهم تدفعهم الى الاقبال على هذا السلوك .
وقد اوصت الندوة : الحد من العنف الاسري والمشاكل الزوجية ، فالمشاكل الاسرية تؤثر بالدرجة الاولى على نفسية الشخص أو الابناء بشكل عام مما يؤدي الى لجوئهم الى ما يخلصهم من هذه الضغوط النفسية حيث يقع على الاسرة مهمة مراقبة تصرفات أبنائهم ، فمراقبتهم ومشاركتهم حياتهم من شأنه أن يدفع عنهم خطر الانتحار أو التفكير به . من النقاط المهمة، الوازع الديني : يعد الوازع الديني والخوف من الله والحرص على مرضاته ، والتقرب منه سببا قويا لردع المسلم عن الانتحار.
التفكير بايجابية : الافكار السلبية والمحبطة تضع الانسان في حالة كآبة وحزن وقد تدفعه الى الانتحار وان استشارة الطبيب النفسي : الطبيب النفسي يقدم الدعم المعنوي اللازم ، ويساعد في التخلص من فكرة الانتحار .