عقد قسم الاقتصاد حلقة نقاشية بعنوان (استثمار الغاز الطبيعي في العراق :ضرورة تنموية) وحاضر فيها الأستاذ الدكتور كريم سالم حسين الغالبي .
                                            
هدفت الحلقة إلى تسليط الضوء على موضوع الغاز الطبيعي بوصفه أهم مصادر الطاقة البديلة للنفط  ، وهو الوقود الأنظف والأقل تلوثاً ، وهو أحد ثروات العراق التي لم تستغل الاستغلال الأمثل ولم يتم توظيفها بما يخدم الاقتصاد الوطني وأن أكثر من نصف الغاز المنتج يتم إحراقه، ويرجع ذلك إلى غياب الرؤية الاستثمارية وسوء التخطيط وعدم التنسيق بين الوزارات المعنية لذا ينبغي العمل على ضرورة تأهيل وتطوير البنى التحتية للمشاريع الغازية القائمة والخاصة بمعالجة الغاز الطبيعي المصاحب والتخطيط لاقامة مشاريع استثمارية
اخرى بهدف التقليل من الكميات المحروقة والتي تهدر باستمرار ووضع استراتيجية متكاملة لتطوير الثروة الغازية واستغلالها بشكل أمثل بما يحقق المنفعة للاقتصاد والتنمية المستدامة.

تضمنت الحلقة النقاشية بعض المعالجات الممكنة في هذا المجال والتي من شأنها أن تسهم مساهمة متواضعة في الحد من المشاكل والمعوقات التي تواجه الاستثمار في مشاريع  الغاز الطبيعي ومنها :

إنشاء صندوق تنمية الطاقة والبنى التحتية يتم تمويله من خلال استقطاع مبلغ (5) دولار امريكي من السعر الفعلي من كل برميل نفط خام يصدر إلى الخارج , أو نسبة معينة من عائدات النفط ليكون في نهاية كل عام مبلغ لا يقل عن (6) مليار دولار,  تخصص لمشاريع الغاز الطبيعي والنفط والصناعات الستراتيجية القائمة على النفط والغاز كالصناعة البتروكيمائية والاسمدة والمبيدات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والمصافي وفق خطة متوسط الاجل تمتد إلى خمس سنوات.

وضرورة وجود منظومة استراتيجية متكاملة لاستثمار الغاز الطبيعي ، تقوم بجمعه من الحقول المنتشرة في البلاد من شماله إلى جنوبه ومعالجته وضرورة إقرار قانون النفط والغاز الذي يؤسس لعلاقة جيدة بين الحكومات المحلية والحكومية الاتحادية وبين الشركات الاجنبية والشركات المحلية .وتضمنت أيضا دعوة الشركات الاجنبية لتطوير انتاج وصناعة الغاز الطبيعي من خلال طرح عقود معيارية تختلف عن عقود الاستثمار في قطاع النفط.

والعمل على جذب الاستثمارات الاجنبية لقطاع الصناعات اللاحقة القائمة على منتجات الغاز الطبيعي كالبتروكيمياويات والاسمدة وتحديث القائم منها وتصدير الفائض من الانتاج لكونها تمتلك ميزة نسبية وعامل جذب قوي .

وتأهيل شركة غاز الجنوب بالاستعانة بالشركات الاجنبية للحصول على التكنولوجيا المتطورة والخبرة العالمية من خلال التعاقد في الاستشارة والتصميم والتنفيذ والتطوير بواسطة عقود خدمة فنية .

والاستفادة من تجارب بعض الدول في هذا المجال لاسيما التجربة القطرية بصناعة الغاز الطبيعي والتي تمكنت من احتلال مراتب عالمية متقدمة في انتاج الغاز الطبيعي وتصديره ، علما” ان العراق يتمتع بميزة نسبية على قطر في تصدير الغاز الطبيعي عن طريق الانابيب من خلال الربط مع شبكات التصدير العربية القائمة  .

تطوير البنية التحتية اللازمة لمعالجة الغاز الطبيعي المصاحب واعادة تأهيلها ، اذ ان صناعة الغاز الطبيعي مرتبطة بتطوير البنية التحتية بدرجة عالية قياساً بمصادر الطاقة الاخرى .
تفعيل اتفاقية التعاون المشترك لمشروع نقل وتصدير الغاز الطبيعي والذي يشارك فيه كل من مصر وسوريا والاردن ولبنان وما يمتلك من مرونة تسويقية بالاضافة الى أنابيب الغاز الجديدة والقائمة وما توفره من طاقة تصل إلى (45.0) مقمق باليوم.