ناقشت رسالة الماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية الموسومة بـ(ألفاظ الفرق والجماعات ومتعلقاتها في نهج البلاغة), للطالبة قباء مرتضى جاسم حسين.
تهدف الدراسة إلى تتبع نصوص النهج، للكشف عن ألفاظ الفِرق والجماعات، إذ وجدت الباحثة إن كلّ لفظ منها كانَ له دلالتهُ الخاصة في سياق النص العلوي، لذا عمدت إلى تصنيف الألفاظ وتوزيعها معتمدةً في ذلك على (نظرية المجال الدلالي) التي اتخذتها منهجاً في هذهِ الدراسة، والتي تتيح الربط بين مجموعة من الكلمات بحسب دلالتها، وتوضع تحت لفظ عام يجمعها، مستندة إلى الفكرة المنطقية التي تجمع هذهِ الكلمات، بما تتضمنه من ترادف وتشابه أو تضاد واختلاف. واتبعت الباحثة في المنهج الداخلي لكلّ مفردة، إرجاع اللفظة إلى مادتها اللغويّة، ومن ثم بحثت في مفهومها الاصطلاحي الذي وردت فيهِ في النهج، وأشرتُ لمرادفاتها في النهج، سواء ما ذُكر منها مفرداً، أو مضافاً، فقد تعددت الاشتقاقات للألفاظ في كلام الإمام (عليهِ السلام)، ومن ثم عرجت إلى الجانب الدلالي للمفردة في سياق أقوال الإمام (عليه السلام)، والمعاني التي أفادتها كلّ لفظة عند الإمام (عليه السلام)، وقد حملت بعض الألفاظ دلالة واحدة، بينما تعددت الدلالات في ألفاظ أُخر، وقد حرصت على بيان التعدد بشكل مختصر، وبحسب ما جاء في أقوال الإمام (عليه السلام)، والتي قامت بتحليلها وبيان معناها.
قَسِمَت فصول الدراسة إلى أحد عشراً فصلاً، فجاء الفصل الأول بعنوان الفصل الأول: ألفاظ جماعات الناس ومتعلقاتهم، أما الفصل الثاني فجاء بعنوان: الفِرق من الأعلام وصفاتهم، والفصل الثالث بعنوان: الجماعات العسكرية ومتعلقاتها، أما الفصل الرابع: الجماعات والفِرق الدينية وما يتعلق بها. ثمّ الفصل الخامس بعنوان: فِرق النساء وصفاتهم، والفصل السادس بعنوان: الفرق الإدارية، أما الفصل السابع فجاء بعنوان: الجماعات السياسية من الشخصيات وما يتعلق بهم. والفصل الثامن: الفِرق السياسية، والفصل التاسع: الفرق من القبائل والقوميات والديانات، والفصل العاشر: الأنبياء (عليهم السلام) وما يتعلق بهم، والفصل الحادي عشر: جماعات الملائكة والشياطين وصفاتهم.
توصلت الباحثة إلى جمهرة من النتائج منها: شاعت ألفاظ الفرقة على ألفاظ الجماعات في نهج البلاغة، مناسبة -فيما يبدو- لتلك الأنماط من الناس الذين يمثلون الفئات التي تعارض نهج الإمام (عليه السلام) الأخلاقي أولاً،
والاجتماعي والسياسي في إدارته لحكم الدولة، والذي هو منهج القرآن الكريم والمنهج النبوي في ذلك. وقد استعمل الإمام (عليه السلام) جمهوراً من الألفاظ القرآنية، التي جاءت مسبوكة من ناحية المعنى الدلالي مع المغزى الدلالي القرآني، والعلوي، متسقة مع النصّ والمقام والمقال الذي أراده الإمام (عليه السلام)، الأمر الذي جعل (نهج البلاغة) منهجاً غنيّاً في لغته واسلوبه ومحتواه الدلالي
وفضلاً عن شيوع ألفاظ الفِرق والفئات الاجتماعية، في نهج البلاغة، وهي بالاستعمال المتقدم كانت دالة وموحية على الفِرقة والجماعة، مع تضمن (نهج البلاغة) العديد من أسماء الشخصيات والأعلام، والتي تمثل بحث اجتماعي وفقاً للأدوار التي كانت تضطلع بها في تلك المدة التي عاشوها أيام الإمام (عليه السلام)، فجاء ذكرهم على لسانه، وصفاً لهم ولمواقفهم ومشاريعهم الاجتماعية والسياسية أو العسكرية، فصاروا رموزاً دلالية وفقاً للتنوع السياقي.