بحثت أطروحة الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة القادسية والموسومة (دور الفئات المهمشة في تشكيل الثورات الشعبية سوسيولوجيا الثورة في المجتمع العراقي) للطالبة زينب عنون محمد.
الهدف من الدراسة التعرف على الفئات المهمشة، ومحاولة فهم دورهم في المجتمع العراقي , وتسليط الضوء على الطبيعة الاجتماعية للفئات المهمشة في المجتمع العراقي , والكشف عن طبيعة سوسيولوجيا الثورة العراقية، وتشخيص تاريخ الحراك الثوري في المجتمع العراقي في الفترة المنحصرة بين (1920-2019), و التعرف على اهم العوامل والظروف التي ساعدت على نشوء الحركة الاحتجاجية الثورية في (2019), و بيان موقف الشرائح الاجتماعية القلقة (اجتماعياً) (المثقفين، الشباب، المرأة، الطلاب) من الثورة.
تضمنت الدراسة الحالية سبعة فصول احتوت على بابين الجانب النظري ضم اربعة افصل، والجانب الميداني الذي ضم ثلاثة افصل. قسمت الى مباحث، تناول الفصل الاول الاطار العام للدراسة، وتضمن الفصل الثاني الاطار المرجعي للدراسة، اما الفصل الثالث فقد تناول التهميش واثره في تشكيل السلوك الثوري للمهمشين في المجتمع العراقي، وتناول الفصل الرابع ثورة تشرين (2019) العراقية، اما الفصل السادس فقد تناول عرض نتائج الدراسة الميدانية وتحليلها، والفصل السابع فقد تناول استنتاجات وتوصيات الدراسة.
توصلت الباحثة لجملة من الاستنتاجات منها وجود علاقة بين الجانب الاقتصادي والسبب للخروج في الثورة، ومستوى المعيشة للمبحوثين من جهة، وبينها وبين تحسين الظروف وتوسيع الدخول والمشاركة للتغيير من جهة أخرى. يعتبر الشباب من اكثر الفئات مشاركة في الاحتجاجات الثورية فهم الفئة الاكثر نضجاً والتي تمتاز غالبا بالحماس والرغبة في التغيير، وهم الأكثر تأثيراً بالتهميش والفقر والازمات والاحداث والصراعات، كما ان انفتاح الشباب على العالم الخارجي بفضل التكنولوجيا الحديثة جعلهم اكثر وعياً بالتهميش والاقصاء الواقع عليهم الذي يعاني منه معظم الشباب العراقي مقارنة مع وضع الشباب والفرص المتاحة لهم في دول اخرى.
ساهم تفاعل الظروف والعوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ولادة الاغتراب الذي دفع إلى المشاركة في نشاطات تهدف لتغيير المجتمع بالثورة او الاصلاح من خلال الاشتراك في حركات اجتماعية ثورية تطالب باستبدال الوضع السائد بنظام اخر من اجل تحسين الحياة والواقع المعيشي. يشكل عاملا الفقر والبطالة (التهميش) محفزان للاحتجاج الثوري اذا توفرت الارضية المناسبة لحدوثه، مما اضطر العاطلون عن العمل والفئات التي تعاني الفقر من سلك توجهاً جماعياً نحو اعتماد خيار حركة الاحتجاج الثوري السلمي معترضين على وقائع التهميش والحرمان ومصادرهما، مما يدل على عزوفهم عن الاستسلام، اذ تشكلت لديهم بدلاً من ذلك توجهات عقلانية مبنية على الوعي بالظلم، والرغبة في الاصلاح.