كلية الفنون الجميلة بجامعة القادسية تقيم ندوة حول مقاربات مسرح الرؤى في عروض المسرح العراقي – عرض GATE للمخرج حليم هاتف انموذجا


برعاية رئيس جامعة القادسية الاستاذ الدكتور كاظم جبر الجبوري وباشراف عميد كلية الفنون الجميلة الاستاذ الدكتور كاظم نوير الزبيدي اقام قسم الفنون المسرحية ندوة علمية حول مقاربات مسرح الرؤى في عروض المسرح العراقي – عرض GATE للمخرج حليم هاتف انموذجا القاها الاستاذ المساعد الدكتور نور سعيد جبار الخزاعي .

تناولت الندوة الجوانب مسرح الرؤى: مجموعة من التجارب والابتكارات والاساليب الاخراجية التي ترتبط بإسم المخرج الأميركي روبرت ويلسون والتي أعتمدت على إشتغالات ومنطلقات فلسفية وفنية وجمالية خاصة في خلق الصورة المسرحية على وفق رؤى فنية معاصرة في عملية توظيف العناصر الإخراجية التي تقوم على كسر الأطر والقوانين المسرحية لكشف المضامين الفكرية والمعرفية والعلاجية التي تحملها الصورة المسرحية عن طريق مسميات لاواقعية كرفض العقل ، التمرد ، عالم الأحلام والخروج عن المألوف.

بينت الندوة ان الأفكار والطروحات التي ينتهجها (مسرح الرؤى) على صعيد التجسيد والبناء الفكري والصوري في خلق الأشكال المرئية والتعابير الصوتية والجسدية تستند المجاز المرسل ، مستخدمة في ذلك الصورة الاستعارية وان إيديولوجية ( مسرح الرؤى ) تحمل في طياتها تمثيل الحياة الجديدة بكل ما تحمل من دقة معتمدة السرعة او مناقضتها في الحركات والتعابير البطيئة المبالغ فيها لكي يشعر المتلقي بهذا التناقض الكبير بين السرعة والبطء كما يعمل (مسرح الرؤى) ضمن أسلوب(دينامكية الصورة المتحركة) في لحظة معينة التي تظهر في لحظة لتعبر عن فكرة ما ثم تختفي لتظهر صورة أخرى يمكن ان ترتبط او لا ترتبط بالصورة السابقة وهكذا كما يكون الرمز والإشارة والعلامة هو الوسيلة التي يستند عليها (مسرح الرؤى) ، فضلا عن المضامين الفكرية والعلاجية التي تحملها العناصر البصرية التي تشكل الصورة المسرحية وان العرض في (مسرح الرؤى) لا يقدم أي بنية او نسق على الاطلاق ، بل انها تتضمن بنية عشوائية معتدلة ومركبة جدا في إطار شبكات تبدو مضطربة متشظية ، ولكنها شبكات تتضمن أشكالا فريدة ومبتكرة لها نظام داخلي تفصح عن نظام مكاني لكن مع فوضى زمانية وتركز الميتافيزيقيا في (مسرح الرؤى) على ترحيل الجسد الى عوالم ميتافيزيقة، وأجواء غرائبية، في مسرح يحيد الواقع وينأى عن نقله بصورة حرفية ، بالاعتماد على الأحلام والرؤى الفنية والعناصر التي يتم تقديمها من خلال فكرة “تعليق القراءة”، تجعل المتلقي يستعيد تجربة مكانه الأليف، وينطلق من فكرة ديناميكية الخيال أي أن الصورة الفنية ، والذكريات المستعارة، ليست معطيات ذات أبعاد هندسية بل مكيفة بالخيال وأحلام اليقظة ويستخدم الأصوات البشرية الحية والأصوات المسجلة ممتزجة مع الموسيقى ، بشكل يؤثر على المتفرج وجدانيا التي تهدف إلى تحرير الصوت الإنساني من البعد العاطفي الواحد وبالتالي تحرير الطاقة النفسية للممثل والمتفرج كما أخذت أعمال (روبرت ويلسون) تمتزج بالتعبير البصري ولا تخلق معه علاقة تقليدية ويمكن إدراكها باعتبارها عنصرا مستقلا فيحاول أن ينحو بتجربة العرض المسرحي إلى التجريد الموسيقي ويتجه (مسرح الرؤى) نحو التركيز على الأبعاد المكانية والصور المرئية، وخلق عالم من الخيال والفانتازيا والتابلوهات الحية المتحركة والتركيز على اخراج وتكوين الصورة المسرحية التي تحتوي على مضامين وقراءات مختلفة.

التعليقات معطلة.