ناقشت رسالة ماجستيـــر في كلية الاثار/ جامعة القادسية (المستوطنات الحضارية وتنوعها في منطقة بيت داكوري دراسة اثارية في ضوء نتائج الاعمال الحقلية), للطالب مصطفى نعمة عبدالله كاظم.
ان موضوع الرسالة تمثل بدراسة منطقة مهمة تمثل قلب بلاد بابل كونها لعبت دوراً مهماً في مختلف العصور, ولكن شهرتها بهذا الاسم برزت بقوة في العصر الاشوري الحديث وبخاصة في المراسلات الاشورية, وهي منطقة اخذت اسمها من اسم قبيلة ارامية, الا انها كانت مأهولة ومؤثرة قبل استيطان تلك القبيلة فيها, وهي تمتد من جنوب مدينة بورسيبا حتى جنوب مدينة مرد, وهذه المنطقة تضم الكثير من المواقع الاثارية المهمة جداً, التي لم تدرس دراسة اكاديمية في الجامعات العراقية, وبهذا فاني أخذت المدلول الجغرافي لبيت داكوري لا المدلول الزمني الذي يحدها من بداية العصر الاشوري الحديث.
وتهدف الدراسة الى معرفة تنوع الاستيطان والأدوار الحضارية التي مرت بها المستوطنات في منطقة الدراسة، وكذلك دراسة المشاهد الطبيعية في المنطقة ومميزاتها الجغرافية, وتناولت هذه الدراسة جانباً هاماً من جوانب استيطان المواقع الآثرية والتأثيرات الطبوغرافية الذي أحدثها ذلك الاستيطان, وتأثيرات مجاري الأنهار في توزيعات تلك المدن وتبدل الاستيطان خلال المراحل التاريخية المختلفة. وان المنهج الذي أعتمد في هذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي، وهو أحد أبرز المناهج المهمة المستخدمة في الدراسات العلمية و رسائل الماجستير والدكتوراه، ومناهج البحث العلمي بوجه عام التي تسهم في التعرف على ظاهرة الدراسة، ووضعها في إطارها الصحيح، وتفسير جميع الظروف المحيطة بها.
تضمنت الرسالة اربعة فصول, الفصل الأول الذي كان عنوانه منطقة بيت- داكوري, تناولتُ فيه التسمية, الموقع الجغرافي, التاريخ السياسي والحضاري لقبيلة بيت- داكوري. أما الفصل الثاني, الذي كان بعنوان مواقع الالفين الرابع والثالث قبل الميلاد, التي بلغ عددها اثنا عشر موقعا, وقسمته الى عنوانات فرعية سته, مدخل تاريخي, مواقع الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد, الفخار, لون ونسيج الطينة المصنوع منها الفخار, نتائج تحليل اشعة X- Ray لنماذج من فخاريات الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد, الموجودات الحجرية في مواقع الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد.
وكان الفصل الثالث بعنوان مواقع الألف الثاني قبل الميلاد, التي بلغ عددها اربعة عشر موقعاً, الذي قسمته الى عنوانات فرعية ستة, مدخلاً تاريخياً, مواقع الألف الثاني قبل الميلاد, الفخار, لون ونسيج الطينة المصنوع منها الفخار, نتائج تحليل اشعة X- Ray لنماذج من فخاريات الألف الثاني قبل الميلاد, الموجودات الحجرية في مواقع الألف الثاني قبل الميلاد. أما الفصل الرابع فقد كان بعنوان مواقع الألف الأول قبل الميلاد, التي بلغ عددها مائة وخمسة عشر موقعا, تم اختيار واحدٍ وعشرين موقعاً منها تمثل عينة لدراسة المستوطنات الحضارية التي إستوطنت في الالف الاول قبل الميلاد، وقد اختيرت هذه العينة من المواقع الأكثر ارتفاعا كونها استوطنت لعصور متعددة وبهذا نتعرف من خلالها على طبيعة ذلك الاستيطان, وتناول الباحث فيه مدخلاً تاريخياً, مواقع الألف الاول قبل الميلاد, الفخار, لون ونسيج الطينة المصنوع منها الفخار, نتائج تحليل اشعة X- Ray لنماذج من فخاريات الألف الأول قبل الميلاد, الموجودات الآثرية الاخرى في مواقع الألف الأول قبل الميلاد, صيانة وترميم الموجودات الاثرية في منطقة الدراسة.
وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج منها تميزت معظم المواقع التي تمت دراستها بأنها ذات شكل غير منتظم في الغالب, وان ابرز التجاوزات الحاصلة على المواقع الاثرية تمثلت بُحفَر النبش التي تتركز في قمم المواقع الاثرية, تميزت فخاريات المواقع الاثرية في منطقة الدراسة بتعددها وشمولها, وان هذا المواقع تميزت بوجود عينات فخار تمثل أُنموذجاً لفخار عصور معينة.