ناقشت اطروحة دكتوراه في كلية الآداب بجامعة القادسية الهبات العينية في محافظة بغداد دراسة انثروبولوجية في المادية الثقافية للطالب حيدر علي حسن بدن.

تهدف الدراسة الى التعرف بالصفات المادية للهبات وكيف يتم انتاجها، بمعنى كيف يمكن أن (تحصل عليها ومن ثم تهبها) وما تقسيماتها الايكولوجية , ومحاولة التعرف على آلية التوزيع التي يتبعها الناس في الهبات وما المكانات والأدوار الفاعلة فيها ؟ وكيف يتم تشكيل اساسات المادية الثقافية الخوافض (البنية التحتية) ومن ثم (البناء او الهيكل) والنواهض (البناء الفوقي) , و كيف يتم إنتاج الموسم ؟ (أي الفواصل الزمنية والأيام والاسابيع والشهور) وإعادة إنتاجه موسمياً.

تكمن اهمية هذه الدراسة أنها إن دُرست او بُحثت من قبل الباحثين ولا سيما في الانثروبولوجيا ؟ , والمنهجية لم يسبق وان تم العمل بها ايضًا من الباحثين على مستوى الدراسات العليا , ونحاول الكشف عن ثقافتنا التي تكاد ان تكون شبه مخفية , ونحاول معرفة من المشترك في هذه الممارسات وهل هي مقتصرة على الذكور أو على الإناث ام كليهما معاً.

توصل الباحث الى مجموعة من التوصيات منها تأكيد المادية الثقافية على أن الظروف المادية (البيئية والاقتصادية والتكنولوجية) هي التي تشكل الفكر وتحدد مستواه وطبيعته، وتُعد العامل الرئيس في التطور الثقافي والاجتماعي، ومن ثم لا يمكن فهم وتفسير العناصر الثقافية للحياة الاجتماعية إلا بالرجوع الى تلك الظروف، وإن هذه الظروف المادية للمجتمع في إنتاج وإعادة إنتاج وسائل الوجود الإنساني هي الطرق التي يعيش بها البشر، ونتيجة التحولات التي طرأت بدأ انتاج الهبات على اساس هذه الظروف التي اعتمدتها المادية الثقافية , واما كيفية الحصول عليها، وذلك من خلال صفة الاستمرارية ونتيجة الاحداث والظرفيات والمناسبات ونتيجة التحولات التي طرأت على التكنولولجيا والاقتصاد والبيئة، انحصرت مسألة الحصول على هذه الهبات المادية، اما ما يخص الآلية التي يتبعها الناس في الهبات، فالظرفية هي التي ساعدت وحددت إتباع طريقة معينة لتوزيعها على الناس، وهذه الآلية قد تم شرحها في الفصل الرابع ميدان الدراسة.