ناقشت في كلية الآداب جامعة القادسية رسالة ماجستير الموسومة بـ (ثقافة العنف في المجتمع العراقي المعاصر دراسة ميدانية في مدينة الديوانية ), للطالب انيس ناصر غازي المحنة وعلى القاعة الكبرى في كلية الآداب .
وتهدف الدارسة على التعرف على الجذور التاريخية لثقافة العنف في المجتمع العراقي , و الأسباب التي أدت الى تنامي ثقافة العنف في المجتمع العراقي , و الآثار التي يتركها تنامي ثقافة العنف على المجتمع العراقي , والتعرف على أهم التوصيات التي من شأنها أن تقضي على الأسباب وتقلل من حدة الآثار على الفرد والاسرة والمجتمع.
وتأتي أهمية هذه الدراسة من الخطورة التي ينطوي عليها تنامي ظاهرة العنف في المجتمع بوصفها مؤشرا على مجموعة من التوترات التي تعتري تألف الجماعة والمجتمع ، وتستمد هذه الدراسة أهميتها ايضاً من اتساع مدلول العنف وتعدد أشكاله وضخامة حجم الآثار التي يسببها للمجتمع ، فضلا عن تعدد المؤسسات التي تفرز العنف .
توصلت الدراسة الى مجموعة من التوصيات منها تجنب الاجتهاد بتقديم تفسيرات للآيات القرآنية تخدم معنى العنف انطلاقا من أن الدين الاسلامي دين رحمة والفة وسلام ، ووجوب أن يتولى هذه المهمة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من استضافتها رجال الدين ممن درسوا الدين والفقه وتمتعوا بأفق واسع ومعروف عنهم الاعتدال والنزاهة والامانة في التفسير . فضلا عن دور الخطيب في الجامع الذي ينبغي عليه أن يكون خطابه قائما على نبذ الاختلاف والعدوان وتبني لغة السلام والوئام ، اذن المعني بتنفيذ هذه التوصية رجال الدين ،  وخطباء الجوامع ووسائل الاعلام , وتشجيع الشباب على اختيار الزوج او الزوجة الصالحة المناسبة للطرفين من حيث العمر، والطبقة  الاجتماعية ،والمستوى التعليمي ، والاخلاق الفاضلة  ، والمطيعة لزوجها تجنبا لزواج فاشل يخلف ورائه الكثير من المشكلات التي تخدم معنى العنف . المعني بتنفيذ هذه التوصية رجال الدين ، وخطباء الجوامع ، واولياء الامور ، ووسائل الاعلام , والتنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء واستعمال وسائل اللين والشدة في التربية ومنح الابن الثقة الكافية وفسحة من الاستقلالية لضمان نموه نموا  نفسيا سليما  ولضمان علاقة طيبة مع والديه تجنبه الارتماء بأحضان اصدقاء السوء مما يوقعونهم فريسة للعديد من الانحرافات التي تمثل مصادر خصبة تغذي ثقافة العنف .اذن المعني بتنفيذ هذه التوصية مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالإرشاد الاسري عن طريق توجيه الاباء والامهات الى الاسس الصحيحة لتنشئة ابنائهم  تنشئة اجتماعية سليمة .