رسالة ماجستير في كلية التربية بجامعة القادسية ناقشت ( جعفر عباس حميدي سيرته ومنهجه في كتابة التاريخ )


ناقشت رسالة الماجستير في كلية التربية بجامعة القادسية (جعفر عباس حميدي سيرته ومنهجه في كتابة التاريخ) للطالب (فراس عبد اللطيف جاسم ).

تهدف الرسالة إلى إبراز الأَثار العلمية والفكرية للاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي، واسهامات الدكتور في اغناء طلبةالدراسات الاولية والعليا بنتاجه العلمي وكذلك دور الاستاذ الدكتور بايجاد نظام دراسي رصين من حيث توافر الوسائل المتاحة واساليب تدريس المناهج التي تسهم في بناء شخصية الاستاذ الاكاديمي. وايضاالاطلاع على كتابات الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي لما تحمل من منهج علمي رصين

بينت الرسالة العوامل التي أسهمت في تكوين شخصية الدكتور جعفر عباس حميدي منها انه نشأ من أسرة بسيطة في قلعة صالح ، هذه القلعة التي اشتهرت بالزراعة والتجارة حيث كان جده يعمل دهانا. وكذلك أثر البيئة الاجتماعية المتسامحة التي نشأ فيها دكتور جعفر في قضاء قلعة صالح واضحا على سلوكه الاكاديمي المتواضع مع الاخرين ولاسيما طلبته من الذين درسهم واشرف عليهم في رسائلهم واطاريحهم الامر الذي انعكس ايجابا على عطائهم العلمي وتاثرهم الواضح به اثر كبير في توجهاته الثقافية والفكرية واخذ يسعى في بناء نفسه بتوسيع البناء الذاتي والفكري منذ أوائل شبابه وذلك بقضاء أوقات الفراغ بما يفيد من المطالعة وقراءة الكتب والصحف والمجلات، حيث بدأت التوجهات الفكرية التاريخية للدكتور جعفر عباس حميدي في أثناء دراسته في كلية التربية أبن رشد وتأثره بعدد من الأساتذة الذين اخذ منهم الأفكار والأسلوب العلمي والمنهجية في البحث التاريخي التي انعكست عليه فيما بعد على أسلوبه ومنهجيته وطريقته العلمية في التدريس والإشراف والكتابة التاريخية .وكانت دراسته للماجستير نقطة هامة في حياته إذ كان يحب التاريخ كثيرا واطلع على الكثير من الوثائق التي إفادته في دراسته للماجستير والدكتوراه، وقد عد عالما بارزا ورائدا من رواد أعلام مدرسة التاريخ الحديث والمعاصر في العراق وأستاذا فاضلا من أساتذتها . لقد قدم العديد من الكتب والبحوث الفريدة في مواضيعها رصينة في منهاجها غنية في مصادرها أغنت المكتبة العراقية التي كانت دراسة قائمة على معالجة الموضوعات التاريخية من بالتحليل وربط الأحداث مع بعضها مبتعداً عن المنهج السردي والنقل المباشر للأحداث والميول والأهواء في تفسير الحدث التاريخي ، سواء أكان ذلك في الكتب التي كتبها لوحده أم في الكتب التي اشترك معه في كتابتها آخرون أو في الأبحاث العلمية المقدمة للمؤتمرات التي شارك فيها ان مؤلفاته المتعددة وبحوثه أثبتت موسوعيته العلمية التي ميزته لأنه درس موضوعات صعبة ومتنوعة وغير مطروقة آنذاك في العراق وان توجهه للكتابة في هكذا موضوعات أظهرت رغبته في إيضاح الجوانب الخفية فيها وجعلها سلسة وسهلة على كل من يقرأ التاريخ وكان يبتعد عن استخدام العبارات الغامضة وغير المفهومة ،وكان لمنهج الأستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي في الإشراف على الرسائل والاطاريح المميز من مراجعته لما يكتبه الطالب بدقة وعناية وقراءة الرسالة أو الأطروحة لمرات عدة وتفحصها مع تزويده الباحثين بالمصادر التي تتوافر لديه والتي كان لها الأثر في إخراج الرسائل والاطاريح تفخر بها الأقسام التي تتوافر فيها وانه ترك بصمة جهده في العشرات من الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه التي اشرف عليها أو ناقشها سواء في جامعة بغداد أم الجامعات العراقية الأخرى ومن متابعة كتاباته في التاريخ نجد أنه اعتمد المنهج العلمي القائم على التحليل والاستنتاج واستخلاص الحقائق من مصادر وأصول تنوعت كما ونوعا واختلفت مضامينها وتنوعت معلوماتها أنه تعامل معها بمنهج التحقيق التثبت من موضوعاتها فهو لم يتعامل مع المادة التاريخية بمنهج سردي أي نقل المعلومات من دون تدقيقها .ان حرصه الشديد على الاستعانة بالمعلومات الموثقة من السجلات الرسمية وشبه الرسمية بكل حيادية وذلك لقوله ( لا تاريخ من دون وثيقة ) .حيث يرى أن المؤرخين يختلفون في كل زمان ومكان في منهجهم في التدوين التاريخي ،ولابد من أن تتوافر فيهم شروط وواجبات لأنه ليس من يكتب التاريخ مؤرخا كما يتصوره الناس بل هناك صفات وواجبات ضرورية يجب أن تتوافر فيه فضلا عن تحقيق الظروف التي تجعله قادرا على دراسة التاريخ وكتابته .وأخيرا يمكن القول إن هناك الكثير من الجوانب التي تتعلق بحياة صاحب السيرة وفكره ومنهجه يمكن عدها حالة فريدة في شخصية المؤرخ الأكاديمي الناجح والتي يمكن استسقاء العبر والدروس منها لكونها مميزة ومفيدة ، اثبت الرسالة كثيرا منها عبر فصولها والمباحث المتفرعة فيها، في النهاية اعتمد الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي على المنهج العلمي القائم على وصف المعلومة وتحليلها والاستنتاج واستخلاص الحقائق

التعليقات معطلة.