رسالة ماجستير في كلية الاثار بجامعة القادسية تبحث عادات الدفن ومعتقدات العراقيين القدماء ونظرتهم الى العالم الاخر في العصر الفرثي


بحثت رسالة ماجستير في كلية الآثار بجامعة القادسية قبور العصر الفرثي في ضوء نتائج تنقيبات تلول الدلمج للمواسم (2013 ،2012 ،2011) للطالب غسان مسلم حمزة الجيلاوي

تهدف الرسالة إلى معرفة أهمية المواقع الاثرية في مناطق الاهوار لاعتبارات عديدة وقد تم الكشف عنها من خلال عمليات المسح والتنقيب الأثريين ، فضلاً عن مستوى التفاعل بين التاريخ والجغرافية (التراث الثقافي والطبيعي) في منطقة الاهوار، كما انها تعتبر مركز سكني لأقوام مختلفة خلفت لنا أدوار حضارية مهمة، تبين لنا ذلك من خلال دراسة القبور وطرق الدفن في منطقة هور الدلمج والتي تعود الى العصر الفرثي دراسة مستفيضة ، إذ تُعتبر المدافن ومحتوياتها أحد أهم المصادر الرئيسة عن دراسة عادات ومعتقدات العراقيين القدماء ونظرتهم الى العالم الاخر، والأسس الدينية التي تبلورت حولها على مّر العصور، فضلا عن أنواع القبور وطرق الدفن فيها واتجاهها والوضعية التي كان يأخذها الميت اثناء الدفن..

تناولت الرسالة اهمية الاهوار التي تًعد جزءاً مهما من حضارة وادي الرافدين، وهي أبرز المسطحات المائية في منطقة السهل الرسوبي جنوب بلاد الرافدين ، والتي ضمت العديد من المواقع الأثرية بمختلف المساحات، يعتبر هور الدلمج أحد أهم تلك الأهوار التي تقع ضمن مناطق جنوب العراق الذي هو ضمن مشروع البحث.

تهدف الرسالة الى تسليط الضوء على أنواع القبور في العصر الفرثي والطرق التي استعملها
سكان ذلك العصر في دفن موتاهم وتلول هور الدلمج أنموذجا لهذه الدراسة، التي اعتمدت على مجموعة من القبور عثُر عليها في هذا الموقع وهي ذات أشكال واحجام مختلفة، بعضها من الفخار وبعضها من اللبن والآجر وهناك ما هو على شكل حفرة داخل الأرض،

استطاع الباحث تقسيم وتصنيف تلك القبور حسب الشكل وطرق واتجاه الدفن فيها، فضلا عن دراسة محتويات تلك القبور من هدايا ومقتنيات، دراسة تحليلية ومقارنتها مع ما يماثلها من مقتنيات في مواقع اخرى .

استنتجت الرسالة ان القبور التي تم الكشف عنها في تلول الدلمج والتي تعود الى العصر الفرثي لم تكن مبتكرة او استعملت للدفن فقط في هذا العصر، بل هي امتداد لأنواع القبور التي استعملت في العصور الحضارية السابقة، كقبور الحفر البسيطة التي عثر عليها في الكهوف ، والقبور المصنوعة من الفخار واللبن وغيرها، التي تطورت بمرور الزمن خلال العصور التاريخية والحديثة وصولاً الى العصر الفرثي.

التعليقات معطلة.