أطروحة دكتوراه في كلية الادارة والاقتصاد بجامعة القادسية تناقش (بناء نموذج سببي لعواقب سوء المساءلة في مكان العمل- دراسة طولية متعددة المستويات)


ناقشت أطروحة دكتوراه في قسم إدارة الأعمال في كلية الادارة والاقتصاد بجامعة القادسية (بناء نموذج سببي لعواقب سوء المساءلة في مكان العمل- دراسة طولية متعددة المستويات) للطالب علي عصام السلطاني.

تهدف الاطروحة إلى بناء نموذج سببي للعواقب المباشرة، وغير المباشرة لسوء المساءلة في مكان العمل على مستوى القائد وعلى مستوى التابع، إذ تحاول تقديم إطار نظري شامل لأهم ما عرضه الكتاب والباحثون حول متغيرات الدراسة٬ إلى جانب إطار عملي تحليلي لآراء عينة من القيادات الجامعية والتابعين لهم في كليات جامعات (المثنى، القادسية، بابل، كربلاء)، إذ قام الباحث ببناء مقياس جديد لمتغير سوء المساءلة باستخدام المدخل النوعي (Qualitative approach). بعد تطوير بنية سوء المساءلة تم التعبير عن سوء المساءلة بوصفه متغيراً مستقلاً من خلال أبعاده الثلاثة المتمثلة ﺒــ (بيئة المساءلة٬ خصائص المراقب٬ وخصائص المعايير)٬ فيما تم التعبير عن (مشاعر القائد “القلق في مكان العمل”، ومواقف القائد “التهكم اتجاه الاجهزة الرقابية”، واهداف القائد “اولويات القائد”، ونمط القائد في التعامل مع الخطأ “نمط إدارة الخطأ، ونمط مقت الخطأ”) بوصفها متغيرات وسيطة على مستوى القائد، كما تم التعبير عن (نمط التابع ” الاعتمادية”، وتفضيلات التابع للهيكل الوظيفي “تفضيلات الرسمية والروتين والمركزية”، ومشاعر التابع “الخوف من الفشل) بوصفها متغيرات وسيطة على مستوى التابع، في حين تم التعبير عن سلوك العمل الاستباقي بأبعاده (الوقاية من المشاكل، صوت العامل، وتحمل المسؤولية، وابداع الفرد) بعِّده متغيراً معتمداً.

احتوت الاطروحة على أحد عشر متغيرا رئيسا، وقد تمَّ تقسيم الدراسة على خمسة فصول، خُصص الفصل الأول لتناول المنهجية العلمية والاسهامات السابقة للباحثين، وتضمن ثلاثة مباحث، يشير المبحث الأول منها إلى: المشكلة الفكرية والميدانية التي دعت الباحث للخوض في مضمار هذا الموضوع، وأهمية وأهداف وفرضياته الدراسة، أما المبحث الثاني فقد تناول تصميم وإجراءات الدراسة، إذ تمَّ التركيز فيه على وصف تفصيلي لعينة الدراسة وعرض المقاييس والادوات الاحصائية التي تمَّ استعمالها في الدراسة، بينما تطرق المبحث الثالث إلى مراجعة الادبيات السابقة ذات الصلة بمتغيرات الدراسة. أما الفصل الثاني، فقد تمَّ تقسيمه على ثلاثة مباحث خُصص المبحث الأول منها لتقديم تصور شامل عن المساءلة التنظيمية من خلال عرض وجهات النظر المختلفة للعديد من الباحثين والدارسين حول مفهوم المساءلة التنظيمية وتطورها وأهميتها وأهم النماذج التي تمت الأشارة إليها في الادبيات، فضلاً عن الأشارة إلى الجانب المظلم للمساءلة. في حين خُصص المبحث الثاني لاستكشاف بنية سوء المساءلة من خلال اتباع الخطوات المنهجية للمدخل النوعي والمعتمدة في جميع الدراسات العلمية الرصينة. وتضمن المبحث الثالث تقديم تأطير نظري لبنية سوء المساءلة التي تمَّ استكشافها في المبحث الثاني. وتضمن الفصل الثالث ثلاثة مباحث، يقدم المبحث الأول تأطيرا نظريا لعواقب سوء المساءلة للقائد والتي تتمثل بـ (مشاعر القائد “القلق في مكان العمل”، ومواقف القائد “التهكم اتجاه الاجهزة الرقابية”، واهداف القائد “اولويات تطوير الأفراد العاملين وأولويات اثبات الأداء وأولويات تجنب الخطأ، ونمط القائد في التعامل مع الخطأ “نمط إدارة الخطأ ونمط مقت الخطأ)، بينما يتضمن المبحث الثاني تقديم تأطير نظري لعواقب سوء المساءلة للتابع المتمثلة بـ (نمط التابع “اعتمادية التابع”، وتفضيلات التابع للهيكل الوظيفي “تفضيلات الرسمية والروتين والمركزية”، ومشاعر التابع “الخوف من الفشل”، سلوك العمل الاستباقي) واختص المبحث الثالث بتوضيح العلاقة بين متغيرات الدراسة. وتضمن الفصل الرابع الجانب العملي للدراسة الذي سعى الباحث من خلاله إلى التحقق من مدى دقة مقاييس الدراسة وإختبار فرضياتها٬ وتكون من اربعة مباحث اختص الأول منها ببناء مقياس سوء المساءلة وفق الاساليب العلمية المعتمدة في بناء وتطوير المقاييس الجديدة، وتضمن الثاني اختبار صدق وثبات المقاييس، واجراء الوصف الإحصائي الذي يتم خلاله تحليل ومناقشة نتائج الدراسة، واختبار فرضيات التأثير المباشرة وغير المباشرة على مستوى القائد، في حين ركز المبحث الثالث على اختبار صدق وثبات المقاييس، واجراء الوصف الإحصائي الذي يتم خلاله تحليل ومناقشة نتائج الدراسة، واختبار فرضيات التأثير المباشرة وغير المباشرة على مستوى التابعين، وينتهي الجانب العملي بالمبحث الرابع الذي يتناول دراسة واختبار التأثيرات المباشرة وغير المباشرة عبر مستويات الدراسة. واختتمت الدراسة الحالية بالفصل الخامس الذي تضمن مجموعة من الاستنتاجات التي تمَّ التوصل اليها في ضوء نتائج الجانب العملي، وأهم التوصيات التي صيغت استناداً إلى نتائج الدراسة بهدف المساهمة في خلق مساءلة موضوعية لتقليل العواقب السلبية لسوء المساءلة.

توصلت الاطروحة إلى أن لدى القيادات الإدارية عينة الدراسة شعورا عاليا بالقلق بشأن أداء كلياتهم وعدم قدرتهم على تحقيق اهداف العمل، ويعزى ذلك القلق إلى تعدد الاجهزة والهيئات الرقابية، إذ يساءل القيادات الادارية عينة الدراسة أمام الكثير من الجهات والاطراف ذات العلاقة، مما يفرض عليهم تحديات عند تنفيذ مسؤولياتهم الوظيفية، يؤدي ذلك بالنتيجة إلى زيادة مستويات القلق والتوتر المجرب في مكان العمل.

التعليقات معطلة.