تهدف الدراسة  الى تحديد اهم التحولات التي حدثت لبعض سمات الشخصية العراقية بعد تغير النظام واحتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003, ولتبيان اهم التحولات الاجتماعية والنفسية للمجتمع العراقي التي تركت اثراً بدورها على الشخصية العراقية بعد عام 2003 , وحاولت هذه الدارسة
فهم السلبيات والنواقص والعيوب والاعتلالات في سلوك
الفرد العراقي قبل وبعد الاحتلال للعراق عام 2003 ، و فهم واستجلاء محددات الصراع من اجل البقاء الاجتماعي في المجتمع العراقي بعد عام2003 الذي شهد تغيرات جذرية
و لمحاولة تحديد وتحليل المُشكلّات الاجتماعية للشخصية العراقية.

  تكمن اهمية هذه الدراسة في الدور المحوري للشخصية العراقية في مواجهة الصراعات والتحديات التي خلفها الاحتلال في تغير سمات الشخصية العراقية خاصة وانها العمود الفقري لتكوين وبناء مجتمع متوازن، فضلا عن التأثيرات الاجتماعية والنفسية والثقافية التي ولدتها لدى البنية النفسية الفرد العراقي، كما تكمن اهمية هذه الدراسة في تشخيص المشكلات الشخصية العراقية وعيوبها والبحث في وسائل معالجتها وتسليط الضوء بشجاعة على اهم الاعتلالات النفسية والاجتماعية والسلوكية للفرد العراقي والتركيز على
دراسة الطباع السيئة والرديئة التي خلفتها هذه الصراعات.

 توصل الباحث الى مجموعة من النتائج أهمها ملاحظة تنامي في بعض سمات الشخصية العراقية النفسية والاجتماعية بعد عام 2003 ، ومن اهم تلك السمات هي (الازدواجية، الاغتراب، الانفعال، العدوانية، التعصب) ، وان اهم المُشكلات الاجتماعية (الاسرة، المجتمع، الدولة) للشخصية العراقية تأثرت بصورة مباشرة بحداث 2003 مما جعل من عملية بناء وتشكيل الشخصية العراقية عملية مغايرة تحمل الكثير من اساليب التنشئة المغايرة والحديثة , وظهرت بعض التغيرات في بنية الشخصية العراقية تراوحت بين التحولات السطحية والجذرية بعد عام  2003 , وتعد الاسرة هي المشكل الأكثر تأثرا في عملية التحول السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعد
2003،حيث تعرضت الاسرة العراقية بعد عام 2003 الى
العديد من التحولات أهمها التفكك الاسري، وضعف الرقابة الاسرية ، مما اثر في عملية تشكيل الشخصية العراقية، وان التحولات السياسية بعد عام 2003 دور في بلورة الصراع
في الشخصية العراقية من خلال انعدام الامن والفساد المالي والإداري .