رسالة ماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية تناقش جدلية الحلم في الشعر العراقي المعاصر .. من حرية اللاوعي الى مقصدية اللغة


ناقشت كلية الآداب بجامعة القادسية رسالة ماجستير والموسومة بـ (جدلية الحلم في الشعر العراقي المعاصر .. من حرية اللاوعي الى مقصدية اللغة .. دراسة في شعر الشعراء الشباب ما بعد 2010), للطالب زيد هاشم حميد حبيب النقيب وعلى القاعة الملتقى في كلية الآداب.  

هدف البحث ان العراق غابة الشعر والشعراء، هذا ما قاله الناقد علي جعفر العلاق، و مصاديق هذا الأمر كثيرة، ففرسان القصيدة العربية : المتنبي، الجواهري, السياب وغيرهم هم عراقيون, وحركات التجديد التي غيرت من شكل القصيدة ومنحاها كان العراق منبعها، فضلا عن أن في كل حقبة تاريخية يولد عشرات الشعراء، في ظاهرة لا يتساوى فيها العراق بغيره، ناهيك بأن البيئة العراقية بيئة شجن ومعاناة شعرنت الواقع وأحالته جزءا أصيلا من القصيدة , والحقيقة أن هذه (النعمة الشعرية) لها مالها وعليها ما عليها، فقد قُدر للقصيدة العراقية فيها أن تعاني من مشاكل وويلات كبيرة خلال ما يقرب النصف قرن، فلم يعد الشاعر معني بالنظر إلى الأحداث من الخارج، حيث (الحب والحياة والجمال)، إنما أضحى على القصيدة أن تغور في
أعماق النفس البشرية، لتواكب تطورات حركة الإنسان المعاصر من الداخل والخارج على حد سواء، بعد أن مني البلد بكثير من الحروب والنكبات الاقتصادية واضطر إلى التعبوية الثقافية وخضع للممارسات القهرية التي دعت الشاعر إلى إعادة النظر في رؤاه وتقانات عمله, فكان أن نشأت  أجيال شعرية تحمل
هم الحرف وهم الواقع معا .

واشتملت الدراسة على التمهيد و ثلاثة فصول، فكان الفصل الأول بعنوان تشظي الحلم وإعادة تدوين التأريخ (همُ الأصل وقلق الهوية) وفيه المبحث الأول : تشظي الأمكنة وانفتاح الأزمنة، والمبحث الثاني: انبعاث الأساطير وحلم البطولة، والمبحث الثالث: انفتاح الذاكرة وأحلام الطفولة , و وجاء الفصل الثاني بعنوان : الحلم واقعا معيشا وفيه ؛ المبحث الأول : الأزمات السياسية ونضوب الحلم، والمبحث الثاني: الروتين اليومي وتأجيل الحلم، و المبحث الثالث: الثورة وديمومة الحلم , وأما الفصل الثالث: القصيدة حلما بديلا
(قوة اللغة والأفق الاستعاري) فاشتمل على المبحث الأول : البعد العجائبي والتشكل الاستعاري، و المبحث الثاني: التجريب و انهيار النمط والمبحث الثالث:  الأفق الفلسفي( العدمية, التشاؤم, التيولوجية)، لحقت بهما خاتمة بأبرز النتائج التي توصل إليها البحث وقائمة بالمصادر.

  وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج منها يشكل الحلم حاجة نفسانية ملحة وشديدة الأهمية، كونه الرئة التي تتنفس بها القصيدة الجديدة، ولم يكن الحلم ترفا تمارسه القصيدة في إعلان طقوسها وشعائرها الإبداعية، ولكنه حرث وتنقيب في أعماق النفس البشرية، التي تشكل المرآة الصادقة لانعكاس الوقائع الإنسانية وإشكالات الحياة المعاصرة وهمومها وتطلعاتها , ويمر الحلم بمراحل قبل تشكيله بصيغته النهائية، فهو في الغالب ناتج عن مخاض صراع نفسي بين (الوعي) و(اللاوعي)، حيث يستنجد (العقل الباطن) بالأحلام، لتحقيق ردود أفعال رافضة لحقيقة نقص الحريات المكتسبة، وتأسيس ثقافة الخطأ بين الآخرين، بغية الحصول على مكاسب شخصية على حساب  نمو المجتمع وتطور الحياة فيه, وتشكل القصيدة حلما بديلا من خلال قوة اللغة والأفق الاستعاري، فالنص هو كيان لغوي قائم على الانزياح والاستعارة, التي تمنح المفردات حياة جديدة من المعاني والدلالات بعيداً عن حدودها الضيقة داخل معاجم اللغة، فلغة الشعر مخالفة للغة أي جنس أدبي آخر.

التعليقات معطلة.