نُوقشت في قسم الاقتصاد رسالة الماجستير الموسومة ب (أثر صدمات أسعار النفط الخام على بعض مؤشرات التنمية المستدامة في العراق للمدة من 2003 إلى 2019) للطالبة آلاء كاظم راهي.
تهدف الرسالة إلى تحليل الصدمات النفطية التي شهدها العراق خلال المدة (2003- 2019) ودراسة العوامل المؤثرة في تلك الصدمات النفطية وقياس مدى تأثير صدمات أسعار النفط الخام على بعض مؤشرات التنمية المستدامة في العراق خلال المدة (2003-2019) في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وبيان الآثار السلبية نتيجة اعتماد الاقتصاد العراقي على النفط الخام بوصفه المصدر الوحيد لتمويل الايرادات وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة في العراق.
أحتوت الدراسة على ثلاثة فصول وكما يأتب: الفصل الأول من البحث الإطار النظري والمفاهيمي, وتضمن ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول منه الصدمات النفطية, مفهومها وأشكالها وأنواعها وأسبابها, أما المبحث الثاني فقد اشتمل على وصف التنمية المستدامة من حيث مفهومها وأبعادها ومؤشراتها, فضلا عن العلاقة النظرية والفصل الثاني جاء بعنوان واقع صدمات أسعار النفط الخام وبعض مؤشرات التنمية المستدامة في العراق للمدة 2003-2019, واشتمل كذلك على ثلاثة مباحث تناول الأول منه واقع الصدمات النفطية في العراق للمدة المذكورة أما المبحث الثاني فقد تناول مؤشرات التنمية المستدامة في العراق للمدة نفسها أما المبحث الثالث فقد بين أثر تلك الصدمات على بعض مؤشرات التنمية المستدامة في العراق وتناول الفصل الثالث الدراسة القياسية للموضوع وبثلاثة مباحث, تناول المبحث الأول منه وصف وصياغة النموذج القياسي ثم المبحث الثاني الذي اشتمل على الاختبارات القياسية المستخدمة في النموذج, أما المبحث الثالث منه فقد تم قياس وتقدير العلاقة بين صدمات أسعار النفط وبعض مؤشرات التنمية المستدامة في العراق للمدة المبينة آنفاً.
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة كان أهمها يعتمد العراق اعتماداً شبه كلي على تصدير النفط الخام إلى الخارج ومن ثم إن جميع الموارد المالية متآتية من تلك الموارد النفطية. ولصدمات أسعار النفط الخام أثر كبير على معدلات التضخم في اقتصاد البلد الذي يتعرض للصدمة وبحسب طبيعتها سواء كانت صدمة نفط إيجابية أم صدمة سلبية. وهناك علاقة بين صدمات أسعار النفط الخام وبين معدلات البطالة وتتغير بحسب نوع تلك الصدمة ومدتها. كما ان هناك علاقة بين الصدمات النفطية ونقص التغذية ولا سيما عند الفئات الهشة والفقيرة في المجتمع.
أوصت الدراسة بجملة من التوصيات التي يمكن الأخذ بها من قبل الدول العربية ولاسيما العراق وهي ضرورة أن يعمل العراق على توفير بيئة مناسبة تضمن عدم تأثر الاقتصاد العراقي بصدمات أسعار النفط الخام السلبية او بتقليل أثرها في المراحل الأولى. ومن المهم تقليل أثر صدمات أسعار النفط الخام على الناتج المحلي الإجمالي في العراق وذلك من خلال تنويع الاقتصاد العراقي والعمل على عدم الاعتماد على تصدير النفط الخام في تمويل الموازنة العامة للدولة وأن تجد مصادر تمويل أخرى بديلة عن النفط. ومن الأفضل للعراق أن يستثمر صدمات أسعار النفط الخام الإيجابية التي تحقق ايرادات كبيرة للاقتصاد العراقي والاستفادة منها في توفير وصيانة البنى التحتية والمشاريع الاستثمارية.
