نوقشت رسالة ماجستير في كلية التربية بجامعة القادسية تحت عنوان (التراث في شعر محمد عبد الباري)، للطالبة خلود كريم بإشراف الاستاذ الدكتورة وحيدة صاحب حسن.
تهدف الدراسة إلى تتبع قضية الشاعر والتراث إذ تعد من القضايا المهمة التي شغلت حيزاً كبيراً في الدرس النقدي الحديث، فقد لجأ شعراء العصر الحديث والمعاصر إلى التراث وضمنوهُ في نتاجاتهم ونصوصهم، كمكوّن جوهري ومطلق يعبر به محملاً بسِمات محدّدة تجعل للقصيدة هوية ومكانا وزمنا لا يتحرّك في الحاضر إلاّ بسياق الماضي المحدّد بالرقعة الجغرافية.
كما يمثل التراث بمصادره المتنوعة مورداً خصباً ومنبعاً فياضاً لما يحويه من فكر إنساني وقيم خالدة ومبادئ إنسانية حية تعيش في أذهان الناس، وتحيط بها هالة من القداسة لأنها تمثل الجذور الأساسية لتكوينهم الفكري والوجداني والنفسي؛ لذلك لجأ إليه الشعراء المعاصرون تعبيراً عن نوازعهم الوجدانية ومكنوناتهم، أو لإثراء تجاربهم الحاضرة أو لإغناء نصوصهم فنياً ودلالياً.
احتوت الدراسة على ثلاثة فصول قُسم كل فصل على ثلاثة مباحث، فجاء الفصل الأول بعنوان : التراث الديني، وقُسّم على ثلاثة مباحث أيضاً عُنيَ كل مبحث بقضية معينة إذ كان اشتغال المبحث الأول منها على جزئية توظيف القرآن الكريم والسنة النبوية والكتب السماوية الأخرى، أما المبحث الثاني فقد اختص بدراسة الشخصيات التراثية الدينية التي وظفها الشاعر، بينما كان المبحث الثالث مختصاً بدراسة الأماكن الدينية التي استدعاها الشاعر، وفصل ثاني تحت عنوان: التراث الأسطوري والتاريخي، دُرِست في مباحثه الثلاثة قضايا الأسطورة، والأحداث والوقائع التاريخية، والشخصيات التاريخية، والفصل الثالث بعنوان: التراث الأدبي واشتمل على ثلاثة مباحث وهيَ النصوص الأدبية التي وظفها الشاعر، والنصوص النثرية أيضاً، والشخصيات التراثية الأدبية التي تأثر بها الشاعر.
توصلت الباحثة إلى نتائج عدة منها: شيوع استعمال البنية المركبة عند الشاعر والتي من خلالها استطاع أن يركّب بين قصتين إلى حد الصهر والتذويب ويوفظهما في آنٍ واحد في نصوصه الشعرية.
فضلاً عن شيوع استعمال البنية المركبة فقد شاعت أيضاً تقنية الأسطرة وذلك عِبر التماهي مع الأسطورة بما يتلاءم مع التجربة الحاضرة فكانت دالة وموحية على عمق الدلالات والأفكار في هذه النصوص.