ناقشت رسالة الماجستير في كلية التربية بجامعة القادسية والموسومة (عزيز جاسم الحجية عمله الوظيفي وتراثه الفكري في العراق 1920-2000) للباحث هيثم محسن خشان الغزالي وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد صالح الزيادي وفي اختصاص تاريخ حديث ومعاصر .
وجاء اختيار موضوع دراسة(عزيز جاسم الحجية عملهُ الوظيفي وتراثهُ الفكري في العراق 1920-2000) ، لتسليط الضوء على شخصية مهمة في حفظ التاريخ التراثي البغدادي لمائة عام مضت وهو مرجع مهم وأصيل لكل المعنيين في دراسة التراث العراقي بل وحتى العربي منها وكان ذلك من خلال تأليفه موسوعتهِ البغدادية التي كانت بعنوان (بغداديات تصوير للحياة الاجتماعية والعادات البغدادية خلال مائة عام) .
ومن عادة الناس أن يقترن اسمها بمدنها فتغدو تلك المدن وسيلة للتعريف بها ، إلا أن هذه الشخصية الذي ضحت بسنوات عمرها من اجل تخليد التراث الشعبي كانت مستثناة من ذلك، وله العديد من المؤلفات الأخرى وفي شتى المجالات كما أنه شخصية عسكرية رياضية صاحب السيف والقلم .
توصلت هذه الدراسة إلى عدد من الاستنتاجات وهي كلأتي:
1- كان لنشوء عزيز جاسم الحجية في بيئة اجتماعية بغدادية خالصة الآثر الواضح في صقل تلك الشخصية وتقويمها في حب التراث البغدادي منذ البواكير الأولى لولادته.
2- تأثره الكبير بوالدته فهي أمرأة بغدادية أصيلة أحبت عيشها في تلك المحلات وما كانت تتوارثه تلك النساء من عادات وتقاليد بغدادية أصيلة كان لها الآثر في غرس حب ذلك التراث البغدادي في شخصية الدراسة.
3- تأثر عزيز جاسم الحجية بخالة عبدالستار القراغولي وكان للوقت الذي يقضيه عند أخواله بالغ الآثر في صقل موهبته وحبهُ للكتابة والتأليف ، من خلال ما كان يقوم به من تبييض لمسودات خاله التي كان يؤلفها في مجالات شتى.
4- اكتسب حب الرياضة منذ نعومة أضافرة من خلال ماكان يلعبهُ مع أقرانه في محلته والمحلات المتقاربة لتلك الملحة ، وخاصة الألعاب الرياضية التي تتطلب جهداً مضاعفاً مثل لعبة الطائرة والسباحة وكرة السلة وكرة القدم والزورخانه، فكانت تلك الألعاب الهاجس والحلم الذي كان يراوده لتحقيق مبتغاه في تلك الرياضات والتي نجح فيها أدارياً أو مدرباً.
5- أحب الحياة العسكرية بعد حبهِ للحياة الرياضية وقد تأثر بهذا الجانب وأكتسبه من أبن عمتهِ نعمان ثابت عبداللطيف، الذي جعل الحياة العسكرية المرآة العاكسة لتحقيق أحلامه من خلال حبه للإنضباط العسكري والقيافة التي كان يظهر بها فتمنى أن يكون مثله وهذا ما حصل فعلاً.
6- أظهرت شخصية عزيز جاسم الحجية انه من الشخصيات الجامعة لعدد من الهوايات والنشاطات في مجلات شتى فطبيعة البشرية أن الشخص يُبدع في مجال واحد في أغلب الأحيان إلا إنه كان الشخصية المستثناة من هذه القاعدة فقد كان رياضياً، وعسكرياً ،ومؤلفاً مبدعاً في هذه المجلات كافة ولم يُسجل علية أية شائبة.
7- حقق للعراق الكثير من المنجزات الرياضية كمدرب ومنها سباق صيدا بيروت الثاني والثالث ، وسباق كابري نابولي الرابع فقد حقق في كل منهما المراكز الأولى كمدرب ومرافقاً أدارياً للبطل علاء الدين النواب وحقق الوسام البرونزي كرئيس اتحاد رفع الإثقال في أولمبياد أثينا
1960.
8- أظهر أشتغالهُ بالحياة العسكرية صور ضابطاً صارماً ملتزماً بكل مايتوجب علية من مراعاة للحياة العسكرية وسلوكها والإلتزام بمايوصى به من الأصناف التي هي أعلى منه وقد كان شغل عدة مناصب عسكرية مهمة كان أولها معلماً لدورات التدريب العنيف الهامة بصقل مواصفات الجندي العراقي والمحافظة على اللياقة البدنية، وبعدها أصبح معاوناً لآمر المدرسة العسكرية ومن ثم أصبح آمراً لها.
9- كشفت هذه الدراسة الدور المهم الذي مارسه عزيز جاسم الحجية في مشاركة في حرب فلسطين عام 1948 ضد الكيان الصهيوني.
10- كشفت هذه الدراسة بأن عزيز جاسم الحجية كان من الضباط الأحرار الذين شاركوا باسقاط النظام الملكي والمجيء بالنظام الجمهوري.
تضمنت الدراسة مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وملاحق وقائمة مصادر.