رسالة ماجستير في كلية التربية بجامعة القادسية تناقش المستقبلية الأفريقية في روايات مختارة لإسماعيل ريد .


ناقشت رسالة ماجستير في قسم اللغة الإنكليزية بكلية التربية في جامعة القادسية ( المستقبلية الأفريقية في روايات مختارة لإسماعيل ريد) للطالب (حسنين علي حسان) .

تهدف الرسالة الى الدراسة المستقبلة الأفريقية كحركة أدبية تُمكن الفنانين الأفارقة، كإسماعيل ريد، من أن يتخيلوا واقعا مقابلا يستطيعون بواسطته أن يمارسوا حرياتهم. تُمثل المستقبلية الأفريقية صوت الأشخاص السود المهمشين من قبل سلطة البيض، وتُعتبر هذه الحركة ردة فعل على الإستخدام الكبير للتكنلوجيا بواسطة المجتمع الابيض الذي يُنصب نفسه كمهيمن دائم على الآخرين.

بينت الرسالة ان هذه الحركة هي بمثابة وسيلة جيدة بيد الفنانين السود تُمكنهم من إكتشاف الظلم وعدم المساواة المفروضَينِ على الأفارقة. فغالبًا ما ينتقد المستقبليون الأفارقة هيمنة الوضع العالمي الراهن سواء كان إجتماعيًا، سياسيًا أو حتى تقنيًا. لذلك، إن ظهور هذا الإتجاه يُعزى الى نزع الصفة الإنسانية عن الأفارقة وتهميشهم منذ حادثة بيع الرقيق عبر المحيط الأطلسي التي نتج عنها شتات الأمة السوداء: التي ليس لها ماضٍ ولا حاضر ولا حتى مستقبل من المنظور الغربي. من أهم أغراض هذه النزعة هو رسم أو تخيل مستقبل واعد للأفراد السود بعيدا عن سطوة الغرب، ومن أهدافها أيضا خلق مجال واسع لهؤلاء الأشخاص للتمتع بالتطور التقني والعلمي الحاصل في القرن العشرين وذلك عبر تقاطع الثقافة الأفريقية مع تكنلوجيا العصر الحديث.

تضمنت الرسالة ثلاثة فصول: الفصل الأول هو فصل تمهيدي يقدم ’المستقبلية الأفريقية‘ على أنها جمالية أدبية مع تعريفات معينة للمصطلح وبعض الخلفية التاريخية. بالإضافة إلى ذلك ، يعطي هذا الفصل وصفًا لطبيعة الحركة والتقنيات أو العناصر الأدبية التي تتبعها مثل الخيال العلمي والواقعية السحرية والخيال التأملي والفانتازيا وما إلى ذلك.
الفصل الثاني يناقش رواية إسماعيل ريد ’مامبو جامبو‘، وكيف تقترب هذه الرواية من جوهر هذه الحركة. في هذه الرواية، يجعل ريد بطل روايته الأسود يمارس نوعًا من السحر من خلال إتباع نوعا من التراث الأفريقي يسمى ’الهودو‘. كذلك، من خلال تصوير فيروس معين إسمه ’جيس غرو‘، يعتقد ريد أن الثقافة الأفريقية ستنتشر يومًا ما حيث يحملها هذا الوباء الى أي مكان. إن بابا لاباس، بطل الرواية، يقول “سنصنع نصًا مستقبليًا خاصًا بنا”. من خلال هذا الجملة، يشير ريد إلى وجهة نظر مستقبلية أفريقية.
أما الفصل الثالث فينقسم الى قسمين: يتناول القسم الأول رواية ريد ’رحلة الى كندا‘، التي هي عبارة عن سخرية من ما يسمى بـِ ’سرد الرقيق‘، أي الأدب الذي يهتم ويصور حياة العبيد السود. في هذه الرواية يتمكن ريد من أن يتصور أو يتوقع مستقبل أفضل للعبيد السود بعيدا عن سلطة المالك من خلال أبطاله: رافين كويكسكل والعم روبن، بينما يرحل الأول الى كندا طالبا خلاصه وحريته، يبقى الآخر تحت إمرة سيده يخطط للإيقاع به والفوز بثروته من خلال التلاعب بوصيته بعد مماته. يركز القسم الثاني من الفصل الثالث على رواية ريد ’ تعطلَ المذياع ذو الظهر الأصفر‘، من خلال هذا النص يسخر إسماعيل ريد من القانون والتقليد الغربي السائد. إن بطل هذه الرواية، لوب كَارو، هو شخص أسود ذكي ومخادع يعمل بسحر الهودو ويبث تعويذاته من خلال الموجات الراديوية ليسيطر على مالك المدينة التي يعاني أهلها من وحشيته وأنانيته المفرطة. في النهاية يتمكن البطل من تخليص أهل المدينة ومساعدة الأطفال في العثور على مكان مفضل للعيش يزخر بالتطور والتكنلوجيا المهيمنة على حياة القرن العشرين .

التعليقات معطلة.