برعاية رئيس جامعة القادسية الاستاذ الدكتور كاظم جبر الجبوري واشراف عميد كلية الزراعة الاستاذ الدكتور حياوي ويوه عطية عقدت وحدة التعليم المستمر بالكلية ورشة لطلبة قسم البستنة وهندسة الحدائق بعنوان( ظاهرة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية ) حاضرت فيها الدكتورة غيداء كاظم
تهدف الورشة إلى بيان خطورة ظاهرة تعاطي المخدرات إذ تعدّ المخدرات آفة اجتماعية خطيرة، وهي تعد من أبرز الظواهر الاجتماعية الراهنة وإحدى مشكلاتها المعاصرة، كما بدأت تقلق المجتمع العالمي بكافة فئاته واتجاهاته ، رغم خطورة تعاطي المخدرات داخل أيّ مجتمعٍ من المجتمعات وما تتركه من آثارٍ نفسيةٍ واجتماعيةٍ واقتصاديةٍ مدمرةٍ على الفرد والمجتمع، تعد مشكلة تعاطي المخدرات من المشكلات التي تؤثر في بناء المجتمع وأفراده لما يترتبُ عليها من أثارٍ اجتماعية واقتصادية سيئةٍ تؤثر على الفرد والمجتمع، كما أنها ظاهرة اجتماعية مرَضيةً تدفع إليها عوامل عديدةً بعضها يتعلق بالفرد والبعض الآخر بالأسرة والثالث بالبناء الاجتماعي ككل ممّا يشكل تهديداً لكيان المجتمع، ويساهم في عرقلة البناء الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. كما تهدف الورشة الى التعريف العلمي للمخدرات فالمخدر هو مادة كيمائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم، وهي ترجمة لكلمة( Narcotic) المشتقة من الإغريقية ( Narcosis) التي تعني يخدر أو يجعله مخدرا كما وتهدف أيضا الى التعريف الإجرائي للتعاطي كونه العمل الذي يقوم به الشخص لتناول أيّ نوع من العقاقير المخدرة مثل الحبوب المخدرة مثل: الحبوب، الحشيش، الهيرويين، وغيرها بأيّ وسيلةٍ من وسائل تزويد الجسم سواء كان آكلاً، أو شرباً، أو شماً، أو حقنا
استنتجت الورشة الى إنَّ الأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات متعددة منها : :-الظروف الاجتماعية والأسرية غير المناسبة مثل:- التفكك الأسري أو انحراف أحد الوالدين، ورفقةِ السوء والعادات الخاطئة والهروب من بعض ضغوط الحياة ومشاقها، ومن بعض مظاهر سوء التوافق الشخصي أو الاجتماعي في البيت أو المدرسة أو العمل..
كذلك نبذ الآبوين للطفل أو المراهق وتهربّ الأب من مسؤولياته، وانعدام طموحات الأبوين بخصوص مستقبل الطفل، وحدوث صراعات مستمرة بينهما أمام الأطفال أو المراهقين ان انخفاض الوازع الديني لدى الفرد، وعدم قيام الإسرة أو المدرسة أو المجتمع بإبراز الأوامر والنواهي الدينية المتعلقة بالمخدرات للأفراد على نحوٍ مناسب ، والتعامل السيئ من جانبِ بعض وسائل الإعلام مع موضوع المخدرات وتعاطيها حيثُ تترك الفرصة لغير المتخصصين للكلام عنها بشكل غير علمي.
ويشكل رفاق السوء أحد المتغيرات المرتبطة بانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات حيثُ أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في كثير من بلدان العالم إلى أن رفاق السوء لهم دوراً كبيراً ومؤثراً في دفع بعضهم البعض لتعاطي المخدر، كما اتضح من معظم تلك الدراسات أن رفاق السوء يشكلون المرتبة الأولى وبنسب مرتفعة في دفع الأفراد لتعاطي المخدرات.)
الشعور بالفراغ:- إن عدم استثمار الفراغ بشكلٍ مجدٍ وفعال يصبحُ مفسدةً من قبل الإفراد خاصةً إذا تلازم وقت الفراغ مع عدم توفرِ الإماكن الصالحةِ التي تمتصُ طاقة الشباب كالنوادي والمتنزهات، فعندها ينبغي تعليم هؤلاء الأفراد البدائل المختلفة للإستمتاع بوقتِ فراغهم دون اللجوء إلى المخدرات، مثل: الرياضة، الموسيقى، الهوايات المختلفة، بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم، فالنمو والتقدم يعتمدُ على المستوى الفكري الذي يعيش فيه الإفراد .
توصي الورشة بضرورة فرض قوانين صارمة على تجار المخدرات والمتعاطين فهي من أولى الخطوات المؤدية لمحاربة ظاهرة المخدرات وتحد من انتشار الجريمة والانحراف .
يؤدي الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات الى الحد من الحوادث المرورية إذ يعد تعاطي المخدرات وإدمانها من الأسباب الرئيسة في زيادة معدلات حوادث المرور، وبالتالي في زيادة عدد الوفيات والإصابات البليغة أو المعيقة في المجتمع، مما يتسبب في تكاليف مادية باهظة وخسائر اجتماعية واقتصادية كبيرة قد يكون المجتمع غير قادر علي تحملها .
التخلص من ظاهرة التعاطي يقلل من الانحدار الخُلقي والاجتماعي بالرغم من أن المخدر يعتبرنتيجة للتدهور الاخلاقي ، إلا أنه في نفس الوقت يعتبر سبباً لهذا التدهور في القيم، وذلك نتيجة لعدم القبول الاجتماعي للمتعاطي كسلوكٍ غير محترم في بعض الأوساط الاجتماعية، فالمتعاطي يضطر إلى ارتياد الأماكن والأوساط السيئة حتى يتوفر له المخدر.