اطروحة دكتوراه في كلية الآداب بجامعة القادسية تناقش
قوة إيران الذكيّة وتأثيرها في الشرق الأوسط – دراسة جيوبولتيكية   


ناقشت اطروحة دكتوراه في كلية الآداب بجامعة القادسية والموسومة بـ (قوة إيران الذكيّة وتأثيرها في الشرق الأوسط
– دراسة جيوبولتيكية)  للطالب فاضل جويد عداي الجوذري 
قسم الجغرافية و على قاعة الملتقى.

وتهدف الاطروحة  دراسة المقومات الجغرافية الطبيعية والسكانية، التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وبيان أهميتها في بناء قوة إيران الذكية ، إذ إن القوة الذكية للدولة تعتمد على ما تتوافر لديها من مقومات ، فضلاً عن ما تمتلكه من قدرة على استثمارها بالشكل الأمثل , و دراسة وتحليل أدوات القوة الذكية الإيرانية ، المتمثلة بالأدوات الناعمة ، والأدوات الصلبة ، ومحاولة وضع أوزان ومقاييس لها بالاعتماد على المعايير المتاحة ، ومقارنة ذلك مع دول الشرق الأوسط ،
بغية الوصول إلى الوزن الجيوبولتيكي لإيران إقليمياً

ودراسة وتحليل تأثير قوة إيران الذكية في محيطها الإقليمي  وتحليل الأبعاد الجيوسياسية لتوظيف أدواتها في الشرق الأوسط ، ويتم ذلك بتحديد الموقف والسياق الإقليمي ، ومن ثم تحديد نوع القوة المستخدمة فيه ، وصولاً الى الأهداف التي تسعى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحصول عليها بما يتماشى ومصلحة الدولة القومية.

   وتوجد بعض الدراسات التي اهتمت بدراسة القوة الناعمة الإيرانية ، بينما لا توجد دراسة اهتمت بدراسة قوتها الذكية  وهذا عائد إلى حداثة عهد استخدام ستراتيجية القوة الذكية من قبل إيران ، بعد أن رأى صناع القرار في الجمهورية الإسلامية الإيرانية

أن القوة الصلبة التي مورست في مرحلة الحكم الملكي، فضلاً عن القوة الناعمة بعد عام 1979، غير كافيتين لتحقيق الأهداف المرجوة منهما ، في حالة ممارستهما على انفراد ، ولاسيما بعد التحديات والتهديدات الخطيرة التي واجهتها منطقة الشرق الأوسط في بداية الألفية الجديدة ، فضلاً عن المشكلات الداخلية التي واجهها النظام السياسي في إيران والتي تحتاج الى ستراتيجيات جديدة لمعالجتها وايجاد الحلول المناسبة لها. لذلك جاءت هذه الدراسة لتوضيح ستراتيجية القوة الجديدة لدى إيران القائمة على الجمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة في آلية واحدة.
 
توصل الباحث الى عدد من التوصيات منها  بإمكان إيران الاستمرار في تحقيق التفوق في مؤشرات قوتها الذكية على مستوى منطقة الشرق الاوسط , فهي تملك القدرات والامكانات التي تحقق لها ذلك  , وبإمكان إيران تحقيق كفاءة اكثر في استثمار مقوماتها الجغرافية من اجل تعزيز ادوات قوتها الذكية , ولا سيما انها تتمتع بمخزون كاف من مقومات القوة التي تؤهلها لتطوير ادوات قوتها  , ومن الضروري ان تعمل إيران للاستفادة من ادوات قوتها الناعمة في توسيع شبكة علاقاتها الاقليمية والدولية , ولاسيما مع دول الاتحاد الاوربي , والدول الافريقية , ودول امريكا اللاتينية , فضلاً عن تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع اصدقائها الحاليين , وذلك من اجل كسر طوق العزلة وافشال استراتيجية الاحتواء التي تحاول الولايات المتحدة من خلالها عزلها عن العالم الخارجي .

ومن الضروري ان تعمل إيران باستخدام ادوات قوتها الناعمة واصدقائها الاقليميين على طمأنة الدول الاقليمية على انها لا تمثل تهديداً لدول المنطقة , وان برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط , وان قوتها الحالية ما هي الا محفز لهذه الدول من اجل تطوير قدراتها , وهي رصيد من القوة في المنطقة اذا ما احسنت دولها التعامل بذكاء من اجل الاستفادة منها .

التعليقات معطلة.